كشف مصدر حكومي يمني، الخميس 14 مايو/أيار 2020، عن وفاة أكثر من 600 شخص بينهم 6 مسؤولين حكوميين بفيروسات و"أوبئة غامضة" اجتاحت محافظة عدن جنوبي البلاد، فيما لم تصدر إفادة رسمية من السلطات بهذا الصدد.
المصدر الحكومي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، قال: "توفى أكثر من 623 شخصاً بينهم 6 مسؤولين حكوميين في الفترة بين 1 حتى 13 مايو/أيار الجاري جراء أوبئة وفيروسات تجتاح محافظة عدن يرجح أنها الشيكونغونيا، والطاعون الرئوي".
فيما توفي، الأربعاء 13 مايو/أيار 2020، اثنان من مسؤولي الحكومة في عدن بالأوبئة نفسها، ليرتفع الإجمالي إلى 6 مسؤولين خلال سبعة أيام.
الحكومة اليمنية أعلنت، الإثنين 11 مايو/أيار 2020، عدن "مدينة موبوءة" جراء تفشي أنواع مختلفة من الفيروسات والأوبئة القاتلة فيها، آخرها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وناشدت المجتمع الدولي التدخل لدعم القطاع الصحي في البلاد.
والطاعون الرئوي هو نوع شديد من التهاب الرئة، تسببه بكتيريا "يرسينيا بيستيس" .
فيما "الشيكونغونيا" مرض فيروسي ينتقل إلى البشر عن طريق حشرة البعوض، ويسبّب حمى وآلاماً مبرحة في المفاصل والعضلات إضافة للصداع والتقيّؤ والطفح الجلدي، وفق منظمة الصحة العالمية.
كورونا أزّم الأوضاع باليمن: الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية قالتا في وقت سابق إن الملايين باليمن يفتقرون بالفعل إلى الرعاية الصحية والغذاء والمياه والكهرباء في البلدان التي تمزقها الصراعات، حيث ترتفع الأسعار وتتضرر البنية التحتية.
المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تيد شيبان قال: "هذا الخليط من العوامل، مثل عدم توفر الخدمات الأساسية أو نقصها والفقر والحرمان والنزاع والآن كوفيد-19، يضر بشكل خاص الأطفال الذين يعانون الهشاشة، ويجعل حياتهم الصعبة أمراً من الصعب تحمله".
مطالب دولية بوقف النزاع: كما جمعت عريضة أطلقتها منظمة عالمية لدعم نداء وجهته الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار في كل مناطق النزاعات في العالم لمكافحة وباء كوفيد-19 بشكل أفضل، حوالي مليون ونصف المليون توقيع 2020.
وعبّر الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن ارتياحه لهذه المبادرة التي قامت بها منظمة "آفاز". وقال: "نحن مسرورون جداً بالعدد الذي يمكن أن تجذبه هذه العريضة"، مؤكداً ضرورة الضغط على المتحاربين في جميع أنحاء العالم لوقف الحروب والنزاعات.
تحذيرات الصحة العالمية: أما الصحة العالمية فحذرت، في وقت سابق، من أزمة إنسانية قد يسببها كورونا في سوريا واليمن اللتين تشهدان حروباً دامية منذ سنوات بسبب ضعف الأنظمة الصحية هنالك، إذ أفادت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان بأنه منذ بداية الحرب عام 2011، وقع 595 هجوماً على 300 مستشفى في كل أنحاء البلاد ومعظمها هاجمها الطيران التابع لنظام الأسد والطيران الروسي والجماعات الموالية لإيران. ولم يتم إصلاح معظم هذه المؤسسات الطبية خاصة تلك التي تقع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فلا يعمل إلا نصف المنشآت الطبية في سوريا.
أما اليمن التي شهدت في وقت سابق موجات كوليرا قد تجعل سكانها أكثر عرضة للفيروس، فقالت منظمة أوكسفام البريطانية إن هناك 50 حالة كوليرا تظهر كل ساعة، كل هذا بسبب عدم توفر مياه الشرب الصحية، وفي هذه الظروف يمكن للفيروس الانتشار بسرعة.
وبحسب إحصاءات منظمات حقوقية، وجد أنه خلال خمس سنوات من الحرب، قصف التحالف السعودي المستشفيات والعيادات 83 مرة، وقتلت غاراته عشرات المدنيين، وتقول منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان إن اليمنيين عرضة للخطر أكثر من الآخرين بالمنطقة. ووثقت المنظمة الدمار الذي أصاب القطاع الطبي. ويقول العاملون الطبيون إنهم لا يملكون المعدات لمعالجة الجرحى ومرضى الكوليرا وفقر التغذية حتى يكونوا في وضع لمكافحة فيروس كورونا.