تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو، يُظهر عملية اختراق قام بها "ضابط إسرائيلي" لمحادثة بالفيديو بين فلسطينيين يناقشون آخر تطورات الوضع في القدس والاحتلال الإسرائيلي، على تطبيق المحادثات "زووم".
يُظهر شريط الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين وخارجها، قيام مجموعة من الفلسطينيين عبر "زووم" بمناقشة الوضع في القدس، قبل أن يدخل عليهم بشكل مفاجئ ضابط إسرائيلي، ويقوم هو الآخر بالحديث معهم، على الرغم من أنه لم يكن مدعوّاً للمحادثة، يأتي هذا في الوقت الذي أقر فيه مسؤولو الشركة بأن تطبيق "زووم" يعاني من اختلالات أمنية.
تفاصيل الحادث: يبدأ الفيديو بمداخلة لأحد المشاركين في هذا المؤتمر عن بعد، والذي يقول فيه إن القدس "واضحة مشكلتها، لا مفاوضات، ولا اتفاقيات سياسية، ولا ضبط من هنا أو من هناك، القدس قضية تحرير.. آمل أني لم أُطل عليكم، وأن أكون قدمت إضاءة قصيرة للملف المقدسي".
في الوقت الذي كان يقوم فيه مسيّر هذا المؤتمر بالتوجه إلى ضيف آخر، من أجل تقديم مداخلته في الموضوع قاطعه شخص، يبدو أنه ضابط من المخابرات الإسرائيلية، وشرع في مقاطعة الضيوف.
صرّح الأخير قائلاً: "أول شيء يعطيك العافية، الحكي كويس وانبسطت… أنا بس بدي أحكي، سار لينا كثير وقت بنراقب كلام أبو ندال وصار لنا كثير وقت بنراقبكم في المخابرات الإسرائيلية والكابتن "غابي" كمان، وبنسلم على كل من في المكالمة".
قبل أن يختتم حديثه بالقول: "رمضان كريم".
اختراق التطبيق: هذا الحادث يأتي بعد أيام قليلة من تحذير عدد من البلدان لمواطنيها من استعمال هذا التطبيق، بسبب احتمال تعرضهم للاختراق، خاصة أن الإقبال عليه تضاعف في الفترة الأخيرة بسبب إجراءات الحجر.
في الثاني من أبريل/نيسان 2020، بعث مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي تحذيرات للمواطنين من تطبيق "زووم"، وذلك بعد حادثة اختراق فصلين دراسيين في أمريكا، كانا يستعملانه.
وفق ما نقلته وسائل إعلام أمريكية فإن عدد عمليات الاختراق تضاعف بشكل كبير في الأسابيع الماضية، بعد أن استُعمل في التعليم عن بعد، أو في الاجتماعات الداخلية للمؤسسات.
بخصوص عملية دخول الضابط الإسرائيلي في المكالمة الفلسطينية، فهي تُعرف بـ"قصف زوم" (zoombombing)، والتي تعني تطفل ضيوف غير مرغوب فيهم على اجتماعات الفيديو من أجل أغراض خبيثة.
اعتذار الشركة: في شهر أبريل/نيسان الماضي أيضاً، قدّم إيريك يوان المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة اعتذارَه عن كل الثغرات الأمنية التي تم كشفها، مؤكداً أن شركته ستعمل على إصلاحها.
المسؤول ذاته أقرّ بأنّ "شركته لم ترْقَ إلى مستوى توقعات المستخدمين بخصوص الأمن والخصوصية، لذلك أنا آسف للغاية".
كما أوضح أن التطبيق كان مخصصاً للمؤسسات التي تعمل بأنظمة أمنية متطورة، كما أنه لم يكن يتوقع أن يلقى هذا الكم الهائل من الإقبال في الأسابيع القليلة الماضية.
مؤسس "زوم" تعهد أيضاً بالكشف عن الثغرات ومحاربة الأشخاص الذين يشنون هذه الهجمات.