نقلت صحيفة The Guardian البريطانية معاناة اليمنيين في شهر رمضان الذي غلب عليه الهدوء والخوف بتزامنه هذه السنة مع أزمة كورونا، إذ قال أحمد وهو عامل إغاثة في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون: "الناس خائفون للغاية".
مضيفاً: "لا يوجد مال، ولا رعاية صحية، والآن لم تعد قادراً حتى على الاحتفال بالإفطار مع العائلة بسبب فيروس كورونا".
القتال متواصل: اليمن عُرضة على نحوٍ استثنائي لتفشي جائحة فيروس كورونا. فعلى الرغم من إعلان السعودية وقفاً لإطلاق النار أحادي الجانب الشهر الماضي، كان هناك تصعيد في القتال بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات العربية المتحدة الذي يقاتل نيابة عن الحكومة اليمنية، إلى جانب تجدد الأعمال العدائية بين التحالف وقوات انفصالية في جنوب اليمن.
فيما قطع بعض المتبرعين، بما في ذلك الولايات المتحدة، تمويلهم لبرامج الأمم المتحدة في اليمن في وقت سابق من العام بعد محاولات مستمرة من الحوثيين لتعزيز سيطرتهم على إدارة الموارد وتوزيعها؛ إذ أبلغت وكالات الإغاثة عن تأخيرات مطولة في حصولها على التصاريح، إضافة إلى تعرض عامليها إلى مضايقات واحتجاز.
وفي بلد يعتمد 80% من مواطنيه على المساعدات، كان لتلك الاقتطاعات أثر ملموس بالفعل، وبعض تلك التأثيرات قد تكون دون رجعة. فعلى سبيل المثال، يُطعم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة 9.6 مليون يمني في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لكنه اضطر بالفعل إلى تخفيض كميات الطعام التي يوصلها لليمنيين كل شهرين إلى النصف، ما قد يدفع بسهولة بعشرة ملايين شخص يعيشون بالفعل على حافة الجوع إلى مجاعة مكتملة.
القطاع الصحي مدمّر باليمن: ووسط كل هذا لا تعمل نصف المرافق الطبية في اليمن في الوقت الحالي، ويرجع توقف العمل في أغلبها إلى قصف التحالف الذي سهلته مبيعات الأسلحة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والدعم التقني الذي قدمتاه للتحالف. وفي المرافق المستمر العمل بها، اضطرت منظمة الصحة العالمية إلى زيادة رواتب العاملين في تقديم الرعاية الصحية، لكن حتى شريان الحياة هذا توقف الأسبوع الماضي في أعقاب نقص في التمويل يصل إلى 122 مليون إسترليني (150 مليون دولار).
يقول أيضاً صندوق الأمم المتحدة للسكان إن 41% فقط من متطلبات التمويل خاصته لعام 2020 قد جرى تلبيتها. وإذا لم يتوفر التمويل بحلول الأسبوع المقبل، سيجبر 140 مركزاً من مراكز الصحة الإنجابية على الإغلاق، ما يُعرض 48 ألف امرأة حامل إلى خطر الموت من المضاعفات أثناء الولادة.
كورونا أزّم الوضع باليمن: في ضوء عملها في ظل افتراض انتشار واسع للعدوى بفيروس كورونا في اليمن في الوقت الحالي، أمرت منظمة الصحة العالمية بتوقف نشاط موظفيها مؤقتاً يوم السبت. وعلى الأرجح سيسير على خطاها المزيد من المنظمات غير الحكومية من أجل الحفاظ على سلامة موظفيها.
تتعلق آمل أغلب وكالات الإغاثة في الوقت الحالي بمؤتمر جمع التبرعات الذي أعلنت استضافته على عجل الأمم المتحدة ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذراع الرئيسي للعمل الإنساني للسعودية، في الثاني من يونيو/حزيران المقبل. وكحل مؤقت، تبرعت الولايات المتحدة أيضاً على نحوٍ منفصل بـ225 مليون دولار في صورة مساعدات طارئة لدعم برنامج الغذاء في اليمن الذي يديره صندوق الغذاء العالمي.
قال أحمد إن مثل تلك التدابير ربما تكون متأخرة للغاية، مضيفاً: "عليَّ إخبار متلقي (المساعدات) أنه لا يوجد ما أعطيه إياهم. ربما إذ استطاعت تلك الأسر البقاء فإنهم سيعيشون ليصابوا بعدها بفيروس كورونا. الضرر يحدث الآن بالفعل".