أعلنت السلطات اليمنية، الإثنين 11 مايو/أيار 2020، أن مدينة عدن، مقر الحكومة اليمنية المُعترف بها دولياً، مدينة "موبوءة"، وذلك بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجد إلى 35 حالة، من بينها أربع حالات وفاة، وسط خشية من استمرار أعداد الإصابات بالتزايد، الذي يقابله ضعف بالخدمات الطبية.
انتشار كورونا بعدن: اللجنة الوطنية العليا للطوارئ لمواجهة كورونا، ومقرها عدن، أعلنت في ساعة متأخرة من مساء الأحد 10 مايو/أيار 2020، اكتشاف 17 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، منها عشر حالات في عدن، مما أدى إلى رفع إجمالي عدد حالات الإصابة إلى 51 من بينها ثماني حالات وفاة.
أشارت اللجنة، في حسابها على تويتر، إلى أن قرار إعلان عدن "مدينة موبوءة" اتخِذ بعد انتشار فيروس كورونا وعدة أمراض أخرى في المدينة بسبب الأمطار والسيول التي شهدتها في الآونة الأخيرة، مضيفةً أن الانتقال من وإلى عدن أصبح ممنوعاً باستثناء نقل البضائع.
كذلك أشارت اللجنة إلى أن "الوضع الإداري والسياسي في مدينة عدن يعرقل أي جهود لمواجهة الوباء، ما يستوجب ضرورة تصحيح الوضع كي تتمكن المؤسسات المعنية من القيام بمهامها".
من جانبهم، ولم يعلن الحوثيون، الذين يسيطرون على صنعاء وأغلب المراكز الحضرية الكبرى، سوى عن حالتي إصابة ووفاة واحدة بالمرض، واتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً -والمدعومة من السعودية- الحوثيين بأنهم يتسترون على الوضع في صنعاء وهو ما تنفيه الجماعة التي تدعمها إيران.
ضعف في الإمكانات: يأتي تزايد انتشار كورونا بين اليمنيين، بينما تسببت الحرب الدائرة منذ نحو خمس سنوات في تقويض النظام الصحي بالبلاد، ودفعت الملايين لشفا المجاعة وقسمت البلاد بين الحكومة اليمنية والحوثيين الذين أجبروها على الخروج من العاصمة صنعاء في أواخر 2014.
كانت الحكومة قد ناشدت، بداية الأسبوع المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية، التحرك لدعمها في مواجهة تفشي وباء كورونا، وفي بيان قالت وزارة حقوق الإنسان إن "التقارير الطبية تشير إلى وفاة وإصابة العشرات من المواطنين في ظل تصدع النظام الصحي جراء استمرار الحرب، وشح الإمكانات"، بحسب وكالة الأناضول.
أرجع البيان تسارع الإصابات إلى "انخفاض الاستجابة المجتمعية لإجراءات الحجر الصحي، بسبب الظروف المعيشية المتردية"، وحذرت الوزارة من أن هذا التسارع "ينذر بكارثة وبائية في البلاد، تفوق مثيلاتها في دول عديدة غزاها الفيروس".
كما طالبت الوزارة بتزويد القطاع الصحي بأدوات الوقاية، ومد المستشفيات بالمواد الطبية، وأجهزة التنفس، كي يتسنى لها مواجهة الوباء، وإنقاذ حياة الناس.
يُشار إلى أن منظمة "الصحة العالمية" حذرت من تأثيرات محتملة لكورونا على 16 مليون يمني، أي (50٪ من السكان)، وأوضح المكتب الإقليمي للمنظمة الأممية أن الفيروس يشكل تهديداً كبيراً للشعب اليمني والنظام الصحي "المتعثر"، ما لم يتم تحديد الإصابات، وعلاجها، وعزلها، وتتبع مخالطيها بالشكل السليم.
كما تخشى منظمة الصحة العالمية أن يكون هناك انتشار واسع للعدوى في اليمن، إذ إن شعبه لديه أحد أقل معدلات المناعة في مواجهة الأمراض مقارنة بدول أخرى، ولا يملك اليمن إمكانيات كافية لإجراء الفحوص.