أعربت النائبة المسلمة في الكونغرس الأمريكي إلهان عمر عن استغرابها من التجاهل الدولي للدور الإماراتي في الحرب والفوضى الحاصلة باليمن، متسائلة عن سبب هذا الموقف، وذلك في تغريدة نشرتها على حسابها الرسمي، الإثنين 11 مايو/أيار 2020.
علاقات متوترة: قالت عمر إنه "في اليمن اعترف العالم بدور السعودية وإيران في الحرب الأهلية التي دمرت البلاد وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية"، وأضافت متسائلة: "لكن الإمارات إلى حد كبير تمر دون أن يلاحظ أحد دورها بإغراق اليمن في الحرب والفوضى، لماذا؟".
وحتى (9.00 بتوقيت غرينتش)، لم يصدر أي تعليق فوري من أبوظبي، رداً على اتهامات عمر.
وتشهد علاقة الحكومة اليمنية بدولة الإمارات تأزماً وصل إلى مرحلة "القطيعة"، عقب اندلاع قتال شرس بين القوات الحكومية، والمجلس الانتقالي الجنوبي (المدعوم إماراتياً) في عدن، مطلع أغسطس/آب الماضي، انتهى بطرد الحكومة التي اتهمت الإمارات بتدبير انقلاب ثانٍ عليها بعد انقلاب الحوثي، وهو ما تنفيه أبوظبي.
كما أن مسؤولين يمنيين يوجهون من حين لآخر اتهامات للإمارات (جزء من التحالف العربي باليمن بقيادة السعودية)، بدعم تشكيلات مسلحة خارج إطار السلطة الشرعية، وتغذية صراعات وأعمال العنف، في مناطق متفرقة من البلاد، خصوصاً محافظات أرخبيل سقطرى (شرق)، وشبوة (جنوب)، وتعز (وسط).
لكن الإمارات عادةً ما تنفي هذه الاتهامات، وتشدد على أنها لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى.
كانت الأشهر الأخيرة قد شهدت تصاعداً في حدة التوتر والاحتقان بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي الانفصالي، خاصة بعد إعلان الأخير، في 26 أبريل/ نيسان الماضي، حالة الطوارئ العامة، وتدشين ما سماها "الإدارة الذاتية للجنوب".
كورونا يزيد الأمور سوءاً: خلف النزاع المستمر منذ 6 سنوات في اليمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وبات 80٪ من سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية، في بلد يعاني انهياراً شبه تام في كافة قطاعاته، خاصة الصحي، في ظل جائحة فيروس كورونا.
في هذا السياق، أعلنت السلطات اليمنية، الإثنين 11 مايو/أيار 2020، أن مدينة عدن، مقر الحكومة اليمنية المُعترف بها دولياً، مدينة "موبوءة"، وذلك بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجد إلى 35 حالة، من بينها أربع حالات وفاة.
كانت الحرب الدائرة منذ نحو خمس سنوات قد تسببت في تقويض النظام الصحي بالبلاد، ودفعت الملايين لشفا المجاعة، وقسمت البلاد بين الحكومة اليمنية والحوثيين الذين أجبروها على الخروج من العاصمة صنعاء في أواخر 2014.