أعلنت المملكة العربية السعودية رسمياً، الأحد 10 مايو/أيار 2020، عن إصابة ولي العهد السابق، الأمير محمد بن نايف بنوبة قلبية في سجنه، وتضمّن الإعلان أول اعتراف رسمي أيضاً من الرياض في اعتقال بن نايف، عقب شهرين من صمت السلطات على التقارير التي أكّدت توقيف الأمير مع آخرين في مارس/ آذار 2020.
بن نايف بالعناية المركزة: المديرية العامة للسجون في السعودية، التي تتبع لوزارة الداخلية، قالت على حسابها الرسمي في موقع تويتر إن بن نايف نُقل إلى العناية المركزة إثر إصابته بنوبة قلبية، ونفى الحساب أن يكون الأمير البالغ من العمر 60 عاماً قد توفي.
أضافت المديرية أن كادراً طبياً متخصصاً يباشر الحالة الصحية للأمير بن نايف على مدار الساعة، دون إعطاء أية تفاصيل جديدة حول وضعه الصحي الآن.
بعد مضي نحو ساعة على نشر التغريدة، أزالها الحساب بعدما أثارت تفاعلاً كبيراً بين السعوديين على موقع تويتر، بينما شكك بعضهم بأن يكون الحساب قد تعرض إلى اختراق، دون أن يقدم أحد منهم دليلاً على ذلك، لاسيما أن الحساب نفسه نشر تغريدة أخرى بعد حديثه عن نقل بن نايف إلى المستشفى، فضلاً عن خلو الموقع الإلكتروني لمديرية السجون من أي بيان تحذيري عن اختراق حسابها على تويتر.
اعتقال الأمراء: يأتي نفي مديرية السجون السعودية لوفاة بن نايف، ليؤكد اعتقال الرياض له في بداية مارس/آذار 2020، حيث ذكرت وكالة رويترز وتقارير في الصحف الغربية آنذاك أن السلطات اعتقلت بن نايف، والأمير نواف بن نايف، وأحمد بن عبدالعزيز، الشقيق الأصغر للملك سلمان.
رجّحت رويترز وصحف أمريكية نقلاً عن مصادر مطلعة على ما جرى في المملكة -دون أن تذكر اسمها- سببين رئيسيين لاعتقال الأمراء.
صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت إن اعتقال الأمراء جاء بسبب تخطيطهم لتنفيذ انقلاب ضد الأمير محمد بن سلمان للإطاحة به من السلطة، وقالت رويترز إن الملك سلمان هو من وقَّع على أمر اعتقالهم بعد توجيه تهمة "الخيانة" لهم.
أما صحيفة "نيويورك تايمز" فقالت "قد يكون أحد الدوافع المحتملة لاعتقال الأمراء هو تقدُّم الملك سلمان في العمر، إذ يبلغ 84 عاماً، فقد يكون ولي العهد يسعى إلى احتجاز كل المنافسين المحتملين لخلافة والده قبل وفاة الملك أو تنحيه عن العرش".
يُعد الأمير بن نايف أحد أبرز الشخصيات التي تمثل قلقاً لولي العهد السعودي، فهو أحد أبناء الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي الأسبق، كما كان أول حفيد للملك عبدالعزيز يصبح ولياً للعهد، بين عامي 2015 و2017.
كان وزيراً للداخلية بين الأعوام 2012 و2017، وعرف بنفوذه القوي داخل البلاد، وعلاقته المميزة مع الأمريكيين، الذين وصفوه بأنه "جنرال الحرب على الإرهاب"، وقد حظي بتعاون وثيق مع المخابرات الأمريكية.
تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن حادثة عزله وفرض الإقامة الجبرية عليه وعلى رجاله في عام 2017 قد أقلقت الأمريكيين، موضحة أن المخابرات المركزية الأمريكية أعربت عن قلقها للبيت الأبيض من الإطاحة بمحمد بن نايف، وعزل أهم رجاله في الأمن عبدالعزيز الهويرني، الذي كان يلعب دوراً محورياً في التعاون الأمني مع الولايات المتحدة.
كان بن نايف قد تولى أيضاً مناصب عدة في السعودية، قبل أن يصبح ولياً للعهد عام 2015، منها منصب النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية، كما رأس مجلس الشؤون السياسية والأمنية في المملكة، وفي وفي فبراير/شباط 2014، كلف بمسؤولية النشاطات الاستخبارية السعودية في سوريا، خلفاً لبندر بن سلطان.