توفي الناشط الحقوقي المدافع عن الحرية، دينيس غولدبيرغ، في مدينة كيب تاون الجنوب إفريقية عن عمر ناهز 87 عاماً، بعد معاناة مع مرض سرطان الرئة، وعقود قضاها في الدفاع عن حقوق الإنسان، إذ كان الرجل الأبيض الوحيد الذي أدين مع رمز جنوب إفريقيا، نيلسون مانديلا خلال المحاكمة الشهيرة المعروفة بـ"محاكمة ريفونيا".
حسب تقرير لصحيفة New York Times الأمريكية، الجمعة 8 مايو/أيار 2020، كان دينيس واحداً من اثنين من الناشطين السياسيين الباقين على قيد الحياة الذين أدينوا في ما يسمى بمحاكمة ريفونيا، والتي وضعت زعيم جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا وسبعة آخرين في السجن لسنوات عديدة، وكانت نقطة تحول في صراع جنوب إفريقيا الطويل ضد الفصل العنصري.
أصغر المدانين والأبيض الوحيد: بدأت الحياة المهنية لغولدبيرغ، أولاً في حركة المقاومة المسلحة وبعد ذلك في عصر ما بعد الفصل العنصري، قد لخصت الكثير من تاريخ بلاده الحديث، من الفروق العرقية في النضال ضد حكم الأقلية البيضاء، إلى الاعتراف المضطرب بالفساد الذي أصبح كلمة شائعة في جنوب إفريقيا في القرن الحادي والعشرين.
في سن 31، كان غولدبيرغ أصغر المدانين والشخص الأبيض الوحيد في تلك المحاكمة الشهيرة.
ظل غولدبيرغ في السجن حتى عام 1985، حيث قضى 22 عاماً، سُمح خلالها لزوجته بزيارته لفترات قصيرة تصل إلى بضع ساعات طوال فترة سجنه. وجرى اعتراض أو مراقبة الرسائل القليلة التي سُمح له بإرسالها. ودرس القانون أثناء فترة السجن.
في عام 1990، أُطلق سراح مانديلا كجزء من المناورة التي أدت إلى أول انتخابات ديمقراطية لجميع الأعراق في جنوب إفريقيا في عام 1994.
إفراج مشروط: في عام 1985، أُفرج عن غولدبيرغ بموجب اتفاق مع السلطات البيضاء شريطة أن ينبذ العنف. وكتب في مذكراته "اعتقدت أنني قضيت في السجن فترة كافية". وقد قامت ابنته هيلاري، التي كانت تعيش في ذلك الوقت في إسرائيل، بحملة لإطلاق سراحه.
بمجرد خروجه من السجن، غادر جنوب إفريقيا إلى لندن، حيث عمل في المؤتمر الوطني الإفريقي وجمع الأموال للجمعيات الخيرية. عاد للعيش في جنوب إفريقيا فقط في عام 2002، وعمل هناك كمساعد وزاري. وأصبح ناقداً شرساً للفساد المتفشي بين النخبة السياسية التي نمت حول الرئيس يعقوب زوما، الذي استقال في عام 2018.
كرّس غولدبيرغ الكثير من سنواته الأخيرة للترويج لمركز للفنون والتربية يسمى بيت الأمل لدينيس غولدبيرغ في بلدة هوت باي بالقرب من كيب تاون. وقال المركز لصحيفة The Guardian عام 2017 إن المركز يعكس قناعته بأن "الناس مهمون".
قال: "أشعر أن المغزى من التواجد في السياسة يتعلق بالناس. بالنسبة لي لا يتعلق الأمر بالسلطة".