عاد مجدداً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس 7 مايو/أيار 2020، ليصوِّب مدفعيته تجاه "الدول الغنية"، ويطالبها بأن تتحمل مزيداً من النفقات، دون أن يغفل أيضاً الحديث بشكل مباشر عن السعودية، التي قال إنها مستعدة لتحمُّل النفقات المالية.
السعودية دولة غنية: ترامب قال خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، الخميس، إن هناك دولاً غنية "نحميها مقابل لا شيء، وإذا كنا نقدم الحماية لبعض الدول فعليها احترامنا"، وأضاف قائلاً إن السعودية دولة غنية وقد أبدت استعدادها لتحمُّل بعض النفقات المالية.
الرئيس الأمريكي قال أيضاً إن الولايات المتحدة جرى استغلالها من قِبل الأصدقاء والأعداء، "ولكن ليس بعد الآن"، وأشار إلى أن تركيا وسوريا قادرتان على حماية حدودهما، وأوضح قائلاً: "لا أريد قواتي هناك لكننا نحافظ على النفط".
من جهة أخرى، قال ترامب إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبِل عرضه تقديم أجهزة تنفُّس صناعي للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أن روسيا تمر بوقت عصيب، بسبب المرض.
سحب القوات من المملكة: تصريحات الرئيس الأمريكي جاءت بعد دقائق من نشر صحيفة "وول ستريت جورنال"، مساء الخميس، خبراً يفيد بنية واشنطن سحب صواريخ باتريوت وعشرات الجنود الأمريكيين من السعودية.
كما قال المسؤولون إنّ سربين من المقاتلات الأمريكية بالمنطقة، فضلاً عن تفكير المسؤولين الأمريكيين في خفض وجود القوات البحرية الأمريكية داخل منطقة الخليج قريباً. ولم يسبق الكشف عن عملية إعادة نشر أنظمة باتريوت -الجارية حالياً- من قبلُ.
الصحيفة الأمريكية أوضحت أن البنتاغون استند في قرار خفض الوجود العسكري، إلى تقييمات بعض المسؤولين الذين رأوا أنّ طهران لم تعُد تُمثّل تهديداً مُباشراً للمصالح الاستراتيجية الأمريكية.
بينما لم يستجب المسؤولون السعوديون لطلبات التعليق فوراً. في حين أنكرت إيران مُشاركتها في الهجمات على المنشآت النفطية السعودية.
رسائل أمريكية إلى الخليج: من جهة أخرى، قال مسؤول أمريكي، الخميس، إن على دول الخليج العربية أن تأخذ علاقتها بالولايات المتحدة بعين الاعتبار عند التعامل مع الصين، وذلك في وقت يشهد تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين بسبب وباء فيروس كورونا.
إذ طورت دول الخليج العربية روابط وثيقة مع بكين، على الرغم من علاقاتها طويلة الأمد مع حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة، مع سعي هذه الدول إلى رأس المال والتكنولوجيا لتنويع موارد اقتصاداتها بعيداً عن عائدات الطاقة.
قال ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى: "على هذه الدول (الخليجية) أن تفكر في قيمة شراكتها مع الولايات المتحدة". وأضاف في حديث مع رويترز عبر الهاتف: "نريد أن تبذل الدول الشريكة لنا العناية الواجبة".
اتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الصين بالمسؤولية عن جائحة فيروس كورونا، وتدرس إدارته اتخاذ إجراءات عقابية ضد بكين، بسبب طريقة تعاملها مع الوباء في البداية بينما يتفاقم الضرر الاقتصادي.
فيما أثنى عدد من المسؤولين بمنطقة الخليج على جهود بكين في مكافحة الفيروس الذي ظهر أولاً بمدينة ووهان الصينية.
كما كثفت الصين في الآونة الأخيرة جهودها الدبلوماسية بالشرق الأوسط. وترسل بكين خبراء وإمدادات طبية إلى دول في أنحاء العالم، بينها عدة دول خليجية ومصر وإسرائيل؛ لمساعدتها في مكافحة المرض.
قال شينكر إنه ينبغي لدول المنطقة توخِّي الحذر إزاء المساعدات الصينية، التي وصفها بأن تهدف إلى الاستغلال في أغلب الأحيان. وأضاف أن هناك مخاوف تتعلق بمشاركة شركة هواوي الصينية في بناء جزء من البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس بمنطقة الخليج التي تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية وأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.