رغم تراجع مداخيل النفط.. السعودية تستثمر مئات ملايين الدولارات في شركات هوليوود المتأزمة

رغم انخفاض أسعار النفط، فإن ذلك لم يمنع صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة السعودية من مواصلة الاستحواذ على بعض الشركات التي تواجه أزمة مالية في هوليوود.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/05/08 الساعة 20:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/08 الساعة 20:02 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان/ رويترز

رغم انخفاض أسعار النفط، والقرارات التي اتخذتها السعودية لتقليص الميزانية في ظل جائحة وباء كورونا، فإن ذلك لم يمنع صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة السعودية من مواصلة الاستحواذ على بعض الشركات التي تواجه أزمة مالية في هوليوود.

إذ كشفت مجلة Hollywood Reporter الأمريكية، الخميس 7 مايو/أيار 2020، أن صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة السعودية قدَّمَ عرضاً لمجموعة وارنر ميوزك، بعد الاستحواذ على حصة بقيمة 500 مليون دولار في شركة Live Nation.

"الثروة السيادية" يستثمر في هوليوود: في 27 أبريل/نيسان، كشفت المملكة السعودية في تسجيل لجنة الأوراق المالية والبورصات، أنها استحوذت على حصة 5.7% في شركة Live Nation، بقيادة الرئيس التنفيذي مايكل رابينو، من خلال صندوق الثروة السيادية. 

كان الاستحواذ على الحصة البالغة 500 مليون دولار هو الخطوة الأولى لصندوق الاستثمارات العامة، التي يتخذها لشراء حصة في شركة ترفيه أمريكية منذ مقتل الكاتب السعودي بصحيفة Washington Post الأمريكية جمال خاشقجي.

وهي الجريمة التي تُنسَب إلى عملاء تابعين للحكومة السعودية والتي أنهت علاقة الحب المُتبادَلة بين هوليوود ووليّ العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان. 

مزيد من الصفقات: أخبرت مصادر مطَّلعة على استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة مجلة The Hollywood Reporter الأمريكية بأنه من المُتوقَّع عقد مزيد من الصفقات. 

يظلُّ الصندوق، البالغة قيمته 300 مليار دولار، مهتماً بمجال الترفيه والرياضة، ويقترب الآن من استكمال صفقةٍ بقيمة 380 مليون دولار، لشراء فريق نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم. 

تتصدَّر الصفقة الاستشارية الاستثمارية السعودية المقيمة في دبي، كارلا ديبيلو، التي يمتد عملها إلى الأفلام والتلفزيون في هوليوود. ويُحفَّز السعوديون على تنويع اقتصادهم في ظلِّ انخفاض أسعار النفط بسبب جائحة فيروس كورونا المُستجَد، وربما يكون هذا هو الوقت الصحيح للاستثمارات في عالم المشاهير.

في هذا السياق، قدَّم صندوق الاستثمارات العامة عرضاً لشراء مجموعة وارنر ميوزك، وفقاً لمصدرٍ مُقرَّب من مالك المجموعة، لين بلافاتنيك. وتُقدَّر قيمة العلامة التجارية الخاصة -التي هي واحدةٌ من ثلاث علامات تجارية رئيسية، وتتعامل مع فنانين مثل مادونا وكاميلا كابيلو- بـ12.5 مليار دولار. 

رَفَضَ صندوق الاستثمارات العامة التعليق على هذا الأمر. 

وفي فبراير/شباط الماضي، بعثت العلامة التجارية الموسيقية بأوراقها من أجل تدشين طرح عام أوَّلي لأسهمها. لكنها أوقفت خطط الطرح العام الأوَّلي في مارس/آذار، بسبب سيولة السوق، مِمَّا يجعل العرض الذي يقدِّمه صندوق الاستثمارات العامة السعودي أكثر جاذبية.

أموال السعودية لتجاوز الأزمة: ورغم أن جميع الشركات، من ديزني إلى إيه إم سي، بدأت في عرض الديون بأعقاب أزمة جائحة فيروس كورونا المُستجَد، يقول بعض المُحلِّلين إنه سيكون من الأفضل الحصول على الأسهم السعودية. 

يقول نيل بيغلي، المُحلِّل بوكالة Moody للبحوث المالية الدولية: "سيكون ذلك استثماراً مُرحَّباً به، من منظور الديون، أن نرى بعض هذه الشركات التي تأثَّرَت بالأزمة بشكلٍ أكبر، تجلب بعض الأسهم بدلاً من جلب مزيد من الديون، لا سيما بعض وسائل الإعلام الكبيرة مثل ديزني وViacomCBS". 

يضيف: "لا أستطيع أن أقول ما إذا كانوا في ديزني مستعدين لإصدار الأسهم بهذا المنعطف. لكن بالنسبة لبعض هذه الشركات التي يلوح أمامها أفقٌ من الريبة في هذا الوقت، فمن المؤكَّد أن ذلك سيكون حكيماً، خاصةً بالنسبة لتصنيفهم الائتماني". 

بينما تلجأ "أرامكو" إلى الاقتراض: توجُّه الصندوق السعودي لشراء أسهم شركات متعثرة مالياً في أمريكا، يأتي بينما لجأت "أرامكو"، أهم شركة في السعودية وأكبر شركة منتجة للنفط في العالم، للبنوك من أجل الحصول على قرض بقيمة 10 مليارات دولار.

إذ قالت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، إن أرامكو السعودية على وشك إتمام قرض بقيمة 10 مليارات دولار مع مجموعة من نحو عشرة بنوك، في إطار سعي عملاق النفط السعودي إلى سيولة مالية، وسط انهيار في أسعار الخام.

كانت مصادر أبلغت رويترز، الشهر الماضي، أن أرامكو تجمع القرض لدعم استحواذها على حصة 70% في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) من صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة، وهي صفقةٌ قيمتها 70 مليار دولار تقريباً.

بينما قال مصدر آخر، إنه في حين أن القرض سيدعم في الغالب الاستحواذ على سابك، إلا أن أرامكو قد تستخدم الأموال أيضاً لأغراض أخرى، من ضمنها دفع توزيعات الأرباح.

كما قالت المصادر الثلاثة، إن نحو عشرة بنوك وافقت على تقديم التمويل، وإن بنك إتش إس بي سي ومجموعة سوميتومو ميتسوي المصرفية اليابانية يقدمان أكبر التعهدات بنحو 1.5 مليار دولار لكل منهما.

تحميل المزيد