تجاوزت روسيا كلاً من ألمانيا وفرنسا، لتصبح خامس أعلى عدد إصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم، بسبب الارتفاع القياسي في عدد الإصابات بفيروس كورونا، في الفترة الأخيرة، في الوقت الذي أعلنت فيه مجموعة من البلدان الأوروبية على غرار فرنسا، أنها ستبدأ تدريجياً رفع القيود الصارمة التي دامت ثمانية أسابيع، اعتباراً من يوم الإثنين 11 مايو/أيار.
وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 8 مايو/أيار 2020، فإنه مع تخفيف كثير من الدول الأوروبية الآن إجراءات الإغلاق، أصبحت روسيا نقطة ساخنة جديدة لمرض "كوفيد-19" في القارة، كما أن أكثر من نصف الحالات، التي يبلغ مجموعها 177 ألفاً و160، توجد في العاصمة موسكو فقط.
العدد الحقيقي: يقول سيرجي سوبيانين، عمدة العاصمة موسكو، إن الأبحاث تشير إلى أن العدد الحقيقي يقترب من 300 ألف، أي أكثر من ثلاثة أضعاف الرقم الرسمي.
سوبيانين، الحليف الرئيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتقد أن العدد يرتفع بشدة، بسبب الزيادة في إجراء الاختبارات.
وأضاف: "اكتشاف هذا العدد الكبير من المرضى يمثل نقطة إيجابية كبيرة، وليست سلبية، لأن هذا يعني أنه يمكن عزل المصابين وإبطاء انتشار الفيروس".
ففي الوقت الذي تصر فيه السلطات بالبلاد على أن التفشي قد بدأ في روسيا بوقت متأخر عما كان عليه في عديد من البلدان الأخرى، مما سمح لها بالاستعداد بطريقةٍ أفضل، يقول منتقدون إن عدد الوفيات الرسمي في روسيا، البالغ ألفاً و625، متدنٍّ نسبياً، لأنه لا تُحتسب جميع وفيات الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس على أنها وفيات ناجمة عن "كوفيد-19".
تخفيف القيود في فرنسا: قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، إن البلاد ستبدأ في الخروج من حالة الإغلاق اعتباراً من 11 مايو/أيار، مثلما هو مخطط.
إذ سيعاد فتح المحلات التجارية ولكن ستظل المقاهي والمطاعم مغلقة، وسيتمكن الناس من مغادرة المنازل دون تصريح لتوضيح السبب.
مع ذلك، ستبقى بعض القيود سارية في أربع مناطق، من ضمنها منطقة باريس الكبرى، حيث لا يزال الفيروس منتشراً.
فيليب أوضح أن البلاد "قُسِمت إلى جزأين، بسبب انتشار الفيروس بسرعةٍ أكبر في بعض المناطق، لا سيما بمنطقة إيل دو فرانس" حول العاصمة.
جدل بأوروبا: في ألمانيا، قال لارس سكاد، نائب رئيس معهد روبرت كوخ، إنه سيتعين على الأمة تعلم التعايش مع فيروس كورونا، واتباع مجموعة من القواعد والإجراءات مثل الابتعاد الجسدي والنظافة الشخصية الصارمة في الحياة اليومية العادية.
وأضاف سكاد: "من الواضح أنه لا يمكن استئصال هذا الفيروس في ألمانيا. هناك إجماع على ذلك، على الأقل حتى يكون هناك لقاح أو علاج".
أما في إسبانيا، فقد استقالت مديرة الصحة العامة بمنطقة مدريد؛ احتجاجاً -على ما يبدو- على قرار الحكومة الإقليمية السعي إلى تخفيف قيود الإغلاق في المنطقة الأكثر تضرراً بفيروس كورونا في البلاد.
من المعروف أن يولاندا فوينتيس كانت لديها تحفظات جدية على الانتقال إلى "المرحلة الأولى"، التي تشمل إعادة فتح الشركات الصغيرة، وفتح المطاعم والحانات بسعة 30%.
هذا في الوقت الذي تقول فيه منظمة الصحة العالمية، إن تعاطي الكحول والمخدرات قد اقترن بحالات التقيد الصارم بالمنازل خلال أسابيع الإغلاق، وهو ما غذى مستويات مثيرة للقلق من العنف المنزلي في عديد من البلدان.
فيما أشارت منظمة السياحة العالمية إلى أن أعداد السياح الدوليين قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 60 و80% في عام 2020.