نشرت صحيفة "China Daily"، المتحدثة باسم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، الأربعاء 6 مايو/أيار2020، خطاباً من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تعزيز التعاون مع بكين، فيما يبدو أنها محاولة أوروبية لتجاوز القيادة الأمريكية وسياستها الجديدة في مهاجمة الصين، وتحميلها مسؤولية تفشي فيروس كورونا.
دعوة للتعاون: على نطاق أوسع، دعت الرسالة الاتحاد الأوروبي والصين إلى التعاون في المعركة العالمية ضد فيروس كورونا المستجد، وقيادة جهود الانتعاش الاقتصادي، وتعهّدت بالتعاون في كل شيء بدايةً من أبحاث اللقاحات إلى التجارة متعددة الأطراف.
كما تجنَّبت ذكر معسكرات الاعتقال الصينية في "شينغيانغ"، وقمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في "هونغ كونغ"، واختفاء المُبلغِين عن الانتهاكات.
كتب سفراء من دول الاتحاد الأوروبي الـ27 وبعثة الاتحاد الأوروبي نفسها: "يتضح بالفعل أنَّ الجائحة ستُعيد تشكيل العالم، لكن كيفية حدوث ذلك ستعتمد على الخيارات التي نتخذها اليوم".
ردة فعل عكسية: إلا أن نشر الخطاب عبر وسائل الإعلام بهذا الشكل أزعج الكثير من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً بعد خضوع بروكسل للمطالب الصينية بحذف الإشارة إلى منشأ فيروس كورونا المستجد في الصين من نسخة الخطاب المنشورة، بحسب ما أفادت مجلة Politico الأمريكية.
دائرة العمل الخارجي الأوروبية قالت إنها وافقت على حذف كلمات من الخطاب "على مضض كبير"، ولم تلِن إلا لأنها تعتقد أنه من المهم التأكيد على مزايا التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين بشأن "تغير المناخ والاستدامة وحقوق الإنسان والتعددية والاستجابة العالمية لفيروس كورونا المستجد".
على الطرف الآخر: تأتي هذه المجاملات الدبلوماسية في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن طريقة لتحميل الصين ثمن تعتيمها على الإصابات الأولية من فيروس كورونا المستجد، وبعد يوم واحد من دعوة عضو مجلس الشيوخ الجمهوري للولايات المتحدة "لإلغاء" منظمة التجارة العالمية لتعاملها اللين مع الصين.
إلا أن مبعوثي الاتحاد الأوروبي يصرون على أنهم لن يسعوا للانفصال عن الصين، لكنهم سيضغطون بدلاً من ذلك من أجل "شراكة أوثق" مع بكين.
سبق للصين أن استطاعت الضغط على الاتحاد الأوروبي لإدخال تعديلات على تقرير صدر في نهاية أبريل/نيسان 2020، وكان يحمل الصين مسؤولية تفشي فيروس كورونا، ونشر معلومات مغلوطة عن تفشي جائحة كورونا.
انتقادات دولية: تأتي سياسات الاتحاد الأوروبي المرنة مع الصين في وقت تتعرض فيه بكين لضغوط من دول عدة حول العالم، تطالبها بمزيد من الشفافية في التعامل مع فيروس كورونا، وسط اتهامات للصين بأنها أخفت انتشار الفيروس في البداية، وتسبب ذلك في انتقاله إلى بقية دول العالم.
كما أن الصين تتعرض لضغوط بسبب توقعات تشير إلى أن فيروس كورونا تسرَّب من أحد المختبرات الصينية التي تدرس الفيروسات، لكن بكين نفت ذلك، كما أنه لم يتم التوصل حتى الآن لمعرفة أصل نشأة الفيروس، وإن كانت ترجيحات تشير إلى أنه نشأ في سوق لبيع الحيوانات البرية بمدينة ووهان الصينية.