أعلنت شركة "فيسبوك"، الأربعاء 5 مايو/أيار 2020، أنها اختارت مجموعة من الشخصيات تمثل مساحة واسعة من البلدان واللغات والآفاق، للانضمام إلى "محكمة عليا" مستقلة خاصة بها، مخوَّلة باتخاذ قرارات ملزمة بشأن المحتوى الذي يسمح به أو ينبغي إزالته عن شبكتها الاجتماعية.
بداية تغيير: تتمثل مهمة مجلس الرقابة الذي يتكون من 20 عضواً، ستتم زيادته لأربعين، في اتخاذ قرارات نهائية بشأن المنشورات التي قد تقحم "فيسبوك" في جدل حول الرقابة أو التضليل الإعلامي أو حرية التعبير، حسب ما أفاد موقع فرانس 24.
من جانبه، وصف برنت هاريس، مدير السياسة العامة في "فيسبوك"، إنشاء هذا المجلس بأنه "بداية تغيير جذري في الطريقة التي ستتخذ فيها بعض أصعب قرارات المحتوى على الموقع".
كما قال مدير المجلس توماس هيوز، خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف: "يملك هؤلاء الأشخاص مجموعة متنوعة من الأفكار والخلفيات والمعتقدات لكنهم يتشاركون التزاماً عميقاً في تعزيز حقوق الإنسان وحرية التعبير".
الأعضاء: تضم القائمة المكونة من عشرين شخصاً، تسعة أساتذة قانون، حائزين على جائزة نوبل للسلام، وصحفيين، ودعاة حرية التعبير، إضافة إلى رئيسة وزراء دنماركية سابقة.
يشكل الأمريكيون أفضل تمثيل في المجلس بخمسة أعضاء على الأقل، فيما قال موقع فيسبوك إن الأعضاء الذين تم اختيارهم بشكل جماعي عاشوا في أكثر من 27 دولة ويتحدثون 29 لغة على الأقل.
من النساء الأعضاء في المجلس الصحفية والسياسية والناشطة النسوية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011 توكل كرمان، ورئيسة الوزراء الدنماركية السابقة هيله ثورنينغ شميدت.
وتضم القائمة في عضويتها كذلك إيمي بالمور المدير العام السابق لوزارة العدل الإسرائيلية، وإيفلين أسود المحامية البارزة في وزارة الخارجية الأمريكية، وإندي باويوني رئيس تحرير صحيفة جاكرتا بوست، وكاتالينا بوتيرو مارينو مقررة خاصة سابقة للأمم المتحدة لحرية التعبير في لجنة البلدان الأمريكية.
آلية العمل: لم يتضح بعد متى سيبدأ المجلس عمله بسبب القيود المفروضة على التجمعات والسفر بسبب جائحة كورونا، لكنَّ أعضاءه عقدوا اجتماعات عبر الإنترنت، حسب ما أفاد به موقع NBCNEWS.COM الإخباري الأمريكي.
تعتمد آلية عمل المجلس الجديد على البت في الإشكالات المرفوعة من مجلس إدارة الشبكة في الحالات التي تعتبرها الشركة "مهمة وصعبة"، فيما سيظل التنفيذ اليومي للقواعد متروكاً لفيسبوك، الذي يستخدم مجموعة من خوارزميات الكمبيوتر والمشرفين البشريين لتحديد المشاركات التي تنتهك قواعده.
إلا أن مستخدمي فيسبوك يملكون الآن الفرصة لتقديم شكاواهم أو اقتراحاتهم للمجلس عبر بوابة إلكترونية خاصة.
موقع فيسبوك أكد أن قرارات المجلس مُلزمة للشبكة الاجتماعية في موقعيها فيسبوك وإنستغرام، كما رصد ميزانية خاصة بقيمة 130 مليون دولار لدفع تكاليف تشغيل المجلس، ولضمان استقلاليته عن إدارة الشبكة.
مايكل ماكونيل، أستاذ القانون والقاضي الفيدرالي الأمريكي السابق، أحد أعضاء المجلس، أكد أن "الحجم المتوقع للقضايا يجعل من المستحيل النظر فيها جميعاً، وأن المجلس سيركز في البداية على الحالات التي تؤثر على أعداد كبيرة من المستخدمين، ثم على تلك التي يبدو أن لها تأثيراً كبيراً على الخطاب العام".