قال مسؤول بالشرطة إن القوات الهندية قتلت أربعة مسلحين في معركة بالأسلحة النارية في كشمير، الأربعاء 6 مايو/أيار 2020، بينهم قائد أكبر جماعة انفصالية تحارب نيودلهي في الإقليم المتنازع عليه.
إذ شن مئات الجنود الهنود عملية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 5 مايو/أيار، بعد تلقي معلومات مخابراتية عن أن رياض نايكو، قائد جماعة حزب المجاهدين، مختبئ في قرية بمنطقة بولواما بجنوب كشمير.
عملية عسكرية هندية: كما حجبت السلطات خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة في أنحاء إقليم كشمير في الصباح الباكر، الأربعاء، لتفادي خروج حشود كبيرة إلى الشوارع للتعبير عن حزنهم لمقتله.
فيما قال المفتش العام للشرطة فيجي كومار لرويترز: "حوصر في منزل واندلعت معركة بالأسلحة النارية في وقت مبكر الأربعاء قُتل خلالها مع مساعده". وأضاف أن مسلحين آخرين قُتلا في معركة أخرى وقعت في مكان قريب الأربعاء.
يخوض الانفصاليون صراعاً مسلحاً منذ عقود ضد الحكم الهندي في كشمير، ويريد معظمهم استقلال الإقليم أو انضمامه لباكستان الخصم اللدود لنيودلهي. وقال كومار: "هذا نجاح كبير للقوات في كشمير".
من يكون القائد الكشميري؟ انضم نايكو (35 عاماً) إلى المسلحين في 2012، بعد عامين من مقتل نحو 100 شخص على يد القوات خلال صيف شهد احتجاجات وأعمال عنف.
وكان نايكو، وهو معلم رياضيات سابق أعلنت السلطات عن مكافأة قدرها 1.2 مليون روبية (15800 دولار) لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه، مساعداً لقائد جماعة حزب المجاهدين برهان واني الذي قُتل في يوليو/تموز 2016، ما أدى لاضطرابات استمرت شهوراً.
في خضم إجراءات العزل العام المفروضة لاحتواء انتشار فيروس كورونا، كثفت القوات الهندية عملياتها في كشمير. ووفقاً للبيانات الرسمية، قتلت القوات 36 مسلحاً منذ أواخر مارس/آذار وسقط نحو 20 من أفرادها بينهم ضابط كبير بالجيش خلال نفس الفترة.
مزيد من التضييق على المسلمين: نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريراً تحدثت فيه عن استخدام الهند لوباء كورونا لتكثيف حملاتها في كشمير.
وقالت الصحيفة إنه "بينما لا يزال فيروس كورونا يستنزف العالم لاحتوائه ومع تزايد التداعيات الاقتصادية الشديدة، فقد رصدت الهند فرصة لجولة أخرى من القمع ضد سكان كشمير، التي كانت تعاني بالأصل من الآثار الوحشية للجيش، بعد أن قام بإجراءات إغلاق كاملة لمدة ستة أشهر العام الماضي".
كما أضافت: "تعمل الهند على تشديد قبضتها على كشمير والاستفادة من الإجراءات الوبائية لمنع تصاعد المقاومة ضد حكمها، من خلال إشعال فتيل الحرب مع مقاتلي العصابات، وسجن الناس بسبب الذهاب لشراء الطعام والأدوية، وتوجيه الاتهامات ضد الصحفيين، وضرب الأطباء والمساعدين الطبيين والعاملين في البلديات".
أوضحت أيضاً أنه "في أغسطس/آب العام الماضي، ألغت الحكومة القومية لرئيس الوزراء ناريندار مودي وضعاً خاصاً لكشمير، كانت قد أعطتها فيه قدراً كبيراً من الحكم الذاتي كدولة ذات أغلبية مسلمة في الهند".
كما أشارت إلى أن سكان كشمير لم تتغير عليهم الحياة كثيراً في ظل القيود الجديدة، ولكنهم اليوم يعانون من الحصار، وقالت: "إن شوارع العاصمة وأزقتها محاصرة بلفائف من الأسلاك الشائكة وبراميل من النفط المليئة بالحجارة، وهو تذكير أليم بخسارة شعب كشمير للحرية والكرامة. إن القوات المسلحة التي تنتشر في الشوارع توحي لك بشعور غريب".