تبادلت كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية إطلاق النار حول موقع حراسة تابع للجنوب صباح الأحد 3 مايو/أيار 2020، مما أثار التوتر بعد يوم من إنهاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، فترة غياب استمرت ثلاثة أسابيع، بظهوره في وسائل الإعلام الرسمية خلال زيارة لأحد المصانع.
لا خسائر: هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية قالت في بيان، إن عدة طلقات نارية أُطلِقت من كوريا الشمالية في الساعة الـ7:41 صباحاً بالتوقيت المحلي، تجاه موقع حراسة في كوريا الجنوبية على الحدود.
أضافت الهيئة أن كوريا الجنوبية ردّت بإطلاق رصاصتين باتجاه كوريا الشمالية، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وبعد تكهنات لأسابيع عن صحة ومكان كيم، نشرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية صوراً وتقريراً يوم السبت عن حضور كيم لافتتاح مصنع أسمدة، وذلك في أول ظهور منذ 11 أبريل/نيسان.
يمثل تبادل إطلاق النار بين الكوريتين أحدث مواجهة بين البلدين اللذين يعيشان في حالة حرب من الناحية الفنية، وفقاً لوكالة رويترز.
رسالة للعالم: رأى تشوي كانج نائب رئيس المعهد الآسيوي للدراسات السياسية، أن توقيت هذا الاستفزاز يثبت أن كيم ما زال مسؤولاً عن الجيش الكوري الشمالي، "كيم بالأمس كان يحاول إثبات أنه بصحة جيدة، واليوم كيم يحاول إنهاء كل التكهنات بأنه ربما لا يسيطر بشكل كامل على الجيش".
أضاف كانج أنه "بدلاً من أن يطلق صواريخ ويشرف على إطلاق صاروخ، فكيم ربما يذكِّرنا بأنني نعم، إنني بصحة جيدة وما زلت في السلطة".
من جانبه، قال ليف-إريك إيزلي، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة إيهوا في سول، إن "حادث إطلاق النار ربما استهدف تعزيز الروح المعنوية في الجيش الكوري الشمالي، نظام كيم يتطلع إلى رفع معنويات قواته المرابطة على خط المواجهة، ولاستعادة أي نفوذ تفاوضي فُقد خلال أسابيع غياب الزعيم التي دارت خلالها شائعات".
كذلك اعتبر إيزلي أنه "على كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عدم الاستخفاف بمثل هذه الانتهاكات الكورية الشمالية للاتفاقيات العسكرية القائمة".
غياب أثار التكهنات: كان الزعيم الكوري الشمالي قد أثار التكهنات، بعد غياب بدأ من يوم 11 أبريل/نيسان 2020، في اجتماع للمكتب السياسي لحزب العمال الحاكم.
وسائل إعلام كورية قالت إن كيم أجرى عملية في القلب وإن صحته تدهورت، وزاد من الغموض أنه غاب عن مناسبتين رسميتين في الدولة.
لكن كيم ظهر السبت 2 مايو/أيار 2020 وهو يبتسم، ويتحدث لمستشاريه خلال مراسم افتتاح مصنع، وأيضاً وهو يقوم بجولة فيه، ولم يتسن التأكد من صحة الصور التي نشرها موقع صحيفة رودونج سينمون الرسمية.
كذلك أظهرت لقطات تلفزيونية حكومية أن حركات ساق كيم تبدو صعبة ومتشنجة، وأظهرت إحداها عربة غولف خضراء في الخلفية تشبه عربة استخدمها في 2014 بعد غياب طويل استمر عاماً.