أثار الدكتور أكرم التوم، وزير الصحة السوداني، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في بلاده وخارجها، بسبب تصريح صحفي له، تحدث فيه عن الحالة الوبائية لفيروس كورونا في البلاد، وحذَّر من يصاب به بـ"الموت المحتوم".
تصريح وزير الصحة السوداني، الذي أدلى به الأربعاء 29 أبريل/نيسان 2020، تزامن مع تسجيل البلاد أكبر عدد حالات إصابة منذ تفشي الوباء، بعد أن تم الإعلان عن وفاة 3 أشخاص إضافيين، ليرتفع العدد إلى 28 حالة وفاة، وارتفاع عدد الإصابات إلى 375 حالة.
"لو ضاقت عليك فستموت": ظهر الدكتور "التوم" بملامح غير "مبشِّرة" وهو يستعد لعرض تقرير الحصيلة الوبائية لتفشي الفيروس في البلاد، وبعد أن نطق بالأرقام الجديدة، قرر أن يضع السودانيين أمام حقيقة الخطر المحدق بهم، من جراء تفشي هذا الفيروس الفتاك.
وزير الصحة السوداني، وحسب ما نقلته صحيفة "صدى البلد" المصرية، الخميس 30 أبريل/نيسان 2020، قال إن "الأوضاع في بلاده بخصوص وباء كورونا مزعجة"، موضحاً أن "السودان دخل مرحلة الخطر".
غير أن المثير في تصريح الوزير هو وضعه السودانيين "أمام الأمر الواقع"، بسبب افتقار البلد إلى الإمكانات اللازمة والمعدات الطبية للوقوف في وجه تفشي الفيروس.
إذ صرح قائلاً: "صحتك بيدك.. كورونا ليس له علاج.. ولو أصابك فسنعطيك باندول، ولو اختنقت فسنعطيك أكسجين، ولو ضاقت عليك فستموت".
ضجة على "تويتر": لقي فيديو تصريح الوزير السوداني انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً "تويتر"، بسبب "اللغة التحذيرية الطريفة" التي عبَّر بها وزير الصحة السوداني.
الإعلامية وسيلة عولمي أعادت نشر مقطع الفيديو الطريف على حسابها الرسمي بـ"تويتر"، وعلقت عليه قائلة: "وزير الصحة السوداني في أفضل تصريح لوزير صحة عربي (الصراحة راحة)".
صدى تصريح الوزير السوداني وصل إلى السعودية، حيث شارك الناشط السعودي على "تويتر" إبراهيم المنيف، هو الآخر على المقطع وعلَّق عليه قائلاً: "تصريح #وزير_الصحه_السوداني وصل تأثيره خارج حدود السودان؛ لبساطته ولأنه استخدم لغة سهلة ويفهمها الجميع، وتكلم بكل شفافية، ومصداقية كلامه تتجسد في المناظر اللي نشوفها في جميع البلدان، خارج وقت الحظر في المحلات والأسواق، ما فيه أي إحساس بالمسؤولية عند كثير من الناس".
وضع صعب: تحذير الوزير السوداني الصريح والمباشر يأتي في ظل توقعات بمآلات مأساوية للوضع الوبائي في البلاد، بسبب تزايد أعداد الإصابات والوفيات من جهة، وتردي الخدمات الصحية من جهة أخرى.
معظم المرضى المصابين بفيروس كوفيد-19 يوجدون في العاصمة الخرطوم، التي فرضت فيها السلطات المحلية حالة الحجر الصحي؛ من أجل إبطاء سرعة انتشار الفيروس.
في تصريح سابق لوكالة "رويترز"، قال وزير الصحة السوداني إن بلاده "ورثت نظام رعاية صحية منهاراً واقتصاداً متأزماً من النظام السابق، وخيارنا الوحيد هو اتخاذ تدابير احترازية لوقف انتشار الوباء في البلاد".
على الرغم من مضاعفة السودان ميزانية الصحة بنسبة 200%، فإن الدكتور "التوم" قال إن الحاجة للمساعدات لا تزال قائمة، موضحاً أن بلاده تحتاج 120 مليون دولار لمكافحة الفيروس، و150 مليون دولار لتغطية الأدوية حتى يونيو/حزيران.
عوامل سياسية: وفق تقرير لوكالة "سبوتنيك" الروسية، فإن "الأوضاع في السودان" لا تؤكد التزام الجميع بإجراءات العزل، من أجل الحد من تفشي الفيروس.
نقل التقرير تصريحاً سابقاً لوزير الصحة، يقول فيه إن سلطات بلاده كانت "تعوّل كثيراً على وعي الشعب واستجابته للتوجيهات الصحية والمساهمة في التوعية عبر شرائحه كافة، سواء السياسية أو الدينية أو المجتمعية أو الاقتصادية، ولكن يبدو أن تطورات انتشار المرض وقلة إمكانات البلاد الطبية وضعف التجاوب مع النصائح الصحية ستؤدي إلى مزيد من الضوابط للحد من التقارب المجتمعي، حتى لا ينتشر المرض أكثر من ذلك".
من جانبه، عبَّر وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني، نصر الدين مفرح، عن أسفه حين أقر بوجود تحركات سياسية سالبة تجاه مجابهة جائحة فيروس كورونا في البلاد.
إذ صرح قائلاً: "توجد عوامل سياسية في هذا الأمر، حيث يرفض بعض منتسبي النظام السابق تنفيذ قرار الدولة تعليق الجمعة والجماعة، وهم لا يزالون يحتفظون بمنابرهم، فحاولوا أن يتاجروا بها سياسياً كعادتهم، لكننا قطعنا عليهم الطريق".