للمرة الثانية في أقل من أسبوعين وجَّهت الأميرة السعودية المسجونة في المملكة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز، مناشدة جديدة للعاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان لإطلاق سراحها خلال شهر رمضان، خاصة أنها تعاني من مشاكل صحية يزيد السجن من تفاقمها، وفق ما ذكره تقرير لموقع The Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 28 أبريل/نيسان 2020.
خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تداولت تقارير إعلامية غربية خبر اختفاء الأميرة بسمة آل سعود، وهو الأمر الذي أكدته عائلتها ومقربون منها، قبل أن تظهر مجدداً في شهر أبريل/نيسان الحالي بمناشدة للعاهل السعودي وولي عهده، تطالبهما بإطلاق سراحها مراعاة لحالتها الصحية.
مناشدة جديدة للملك: حسب تقرير الصحيفة البريطانية، ناشدت أميرة سعودية مسجونة عمّها الملك سلمان وابن عمّها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن "يجدا الخير في قلبيهما" أثناء شهر رمضان المبارك وأن يُطلقا سراحها.
فقد أطلقت الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز (55 عاماً)، مساء يوم الإثنين 27 أبريل/نيسان، مناشدةً ثانية للقيادة السعودية، تحثها فيها على الرأفة بها أثناء شهر رمضان، وذلك في أعقاب مناشدة أخرى بداية الشهر الجاري.
قالت الأميرة في تغريدة عبر حسابها الرسمي على تويتر: "في الأسبوع الجاري، بدأ المسلمون في أنحاء العالم شهر رمضان المبارك، وهو الشهر الذي ينبغي أن يقضيه غالبيتنا مع عائلاتهم، حتى وإن كان كثيرون مقيدون بسبب الجائحة الحالية".
كما أضافت: "أنا سأمضي الشهر في سجن الحاير ما لم يقرر عمي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وابن عمي ولي العهد محمد بن سلمان إطلاق سراحي".
حالتها الصحية حرجة: كرّرت الأميرة قولها إنها اختُطِفَت هي وواحدة من بناتها، دون تحقيق أو توجيه اتهام إليهما، وإن صحتها في حالة "حرجة جداً".
فيما حثت الملك وولي العهد أن "يجدا في قلبيهما روح (فعل) الخير التي يجب أن تغمر أي مسلم أثناء شهر رمضان" وأن يُطلقا سراح "أقاربهما المسجونين تعسفياً في أسوأ ظروف ممكنة، على الرغم من الخدمات التي قدمتها المملكة".
نُشرت مناشدة الأميرة باللغتين العربية والإنجليزية عبر حسابها الرسمي على تويتر. وأوضحت أيضاً أن مناشدتها الأولى قبل أسبوعين قد حُذفت نتيجة "لاختراق الحساب"، وأن كل منشوراتها من الآن فصاعداً سينشرها مكتبها الإعلامي.
بينما دعا أقارب عدد من السجناء السياسيين السعوديين أيضاً بإطلاق سراح أحبائهم أثناء شهر رمضان، وسط مخاوف من احتمال انتشار فيروس كورونا في السجون ومراكز الاحتجاز.
كيف اعتقلت الأميرة؟ كشفت صحيفة ABC الإسبانية، السبت 14 مارس/آذار 2020، تفاصيل عن اعتقال الأميرة السعودية بسمة بنت سعود، قائلة إن "ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو من أمر باعتقالها"، كما نشرت مقطع فيديو من داخل منزل الأميرة لأشخاص كانت مهمتهم إيقافها.
تقول الصحيفة إن الأميرة بسمة موجودة في سجن حاير شديد الحراسة خارج العاصمة السعودية الرياض منذ عام و15 يوماً.
اعتُقلت الأميرة في 28 فبراير/شباط 2019، بعد رفض أقاربها في السلطة السماح لها بالسفر إلى سويسرا، حيث كان ينبغي أن تخضع للعلاج الطبي إثر إصابتها بمشاكل في القلب.
كانت الأميرة قد دفعت 80 ألف يورو (90 ألف دولار) لشركة Redstar Aviation لإخراجها من البلاد على متن طائرة إسعافٍ جوي، وبدا أن التصاريح جاهزة، وأن الطائرة الخاصة التي ستقلّها مع ابنتيها (سارة وسهود) من جدة جاهزة، لكن الطائرة لم تقلع أبداً.
تمكنت الصحيفة الإسبانية من الوصول بشكل حصري إلى كاميرات المراقبة في منزل تملكه الأميرة في جدة، والذي ذهبت إليه برفقة ابنتيها بعد محاولتهن الفاشلة لمغادرة البلاد.
يُظهر الفيديو من داخل المنزل 8 رجال مسلحين كانوا ينتظرونها، ويرتدون ثياباً ذات طابع غربي (غير الثياب التقليدية للبلاد)، ووفقاً للتسجيل، يبدو أنهم تلقوا أوامر من رجل آخر كان يرتدي عباءة بيضاء وكان يتجول في المنزل أثناء التحدث في الهاتف.
تنقطع الصور عندما سارع رجلان منهم لتغطية الكاميرات، بعد أن أدركا أنها تسجل ما يحدث، وبعد لحظات من تحول الصورة إلى اللون الأسود، اعتقلت بسمة وبناتها في منزلها.