أعلنت المرشحة الديمقراطية السابقة للرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، الثلاثاء 28 أبريل/نيسان 2020، عن دعم حملة المرشح المحتمل الحالي جو بايدن، للوصول للبيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يتوقع أن يواجه فيها الرئيس الحالي دونالد ترامب.
تأييد مُهم لبايدن: المساندة التي أعربت عنها كلينتون لبايدن، خلال اجتماع على الإنترنت حول آثار أزمة تفشي كورونا على المرأة، جاءت في لحظة حاسمة، حيث يتطلع بايدن لتعزيز صورته بين الناخبات ومجموعات سكانية رئيسية أخرى، فيما تدمر الجائحة الاقتصاد الأمريكي.
قالت كلينتون لنائب الرئيس السابق: "يسعدني أن أكون جزءاً من حملتك، لا لتأييدك فحسب، وإنما لأساعد في تسليط الضوء على كثير من القضايا المطروحة في هذه الانتخابات الرئاسية"، مضيفةً: "أريد أن أضم صوتي إلى العديد من الذين أيدوك لتكون رئيسنا".
في إشارة منها أيضاً إلى دونالد ترامب، خصم بايدن، قالت كلينتون: "فكروا في ما يعنيه أن يكون لدينا رئيس حقيقي ليس مجرد شخص يلعب دور رئيس على شاشة التلفزيون".
يأتي دعم كلينتون لبايدن، بعدما حصل الأخير أيضاً على مساندة بيرني ساندرز، الذي كان ينافس للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، وقال ساندرز في 13 أبريل/نيسان 2020: "إنني أؤيدك"، ودعا كل الأمريكيين لدعم ترشيح بايدن.
كانت كلينتون – التي تولت سابقاً منصب وزيرة الخارجية – قد منيت بهزيمة مفاجئة في انتخابات الرئاسة عام 2016 أمام المرشح الجمهوري آنذاك دونالد ترامب، رغم فوزها في التصويت الشعبي.
خسرت كلينتون الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة عام 2008 لصالح باراك أوباما. وخاض بايدن هذه الانتخابات لمنصب نائب الرئيس.
قدم بايدن الذي تعهد باختيار امرأة لتكون نائبته، كلينتون في الاجتماع الافتراضي على أنها الشخص الذي كان ينبغي أن يكون الآن رئيساً للولايات المتحدة.
وأظهرت استطلاعات آراء من أدلوا بأصواتهم في انتخابات 2016 تفضيل الناخبات لكلينتون، ومن المتوقع أن تلعب الناخبات دوراً حاسماً في ترجيح الكفة في الولايات المتأرجحة التي يحتدم فيها التنافس في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني بين ترامب وبايدن.
تحديات أمام بايدن: سيكون جو بايدن (77 عاماً) أكبر رؤساء أمريكا سناً حال تمكنه من هزيمة ترامب، لكنه يواجه تحدياً مزدوجاً يتمثل من ناحية في عدم قدرته على التواصل مباشرة مع ناخبيه، بسبب الإغلاق والتباعد الاجتماعي لمكافحة كورونا، ومن ناحية أخرى صعوبة جذب انتباه الناخبين الذين يواجهون أزمة غير مسبوقة تهدد صحتهم وأرزاقهم، فهو ليس في موقع المسؤولية.
لكن ترامب يستحوذ بالفعل على انتباه الجميع، ويتخذ قرارات مصيرية بالنسبة للأمريكيين في وقت أزمة قومية يتمتع فيها الرئيس عادة بدعم المواطنين؛ فجورج بوش الأب ارتفعت شعبيته إلى 89% أثناء حرب الخليج الأولى، وبوش الابن وصلت شعبيته إلى 90% أثناء هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، لكن الأمر الجيد بالنسبة لبايدن هو أن شعبية ترامب، رغم أنها ارتفعت أيضاً، فإنها لم تتخطّ 50%.
لكن استحواذ ترامب على الإعلام بفعل الأزمة يمكن أن يكون نقطة إيجابية لصالح بايدن، بحسب مات بينيت، الشريك المؤسس في معهد الأبحاث الديمقراطي ثيردواي، الذي يرى أن كل خطأ يرتكبه ترامب في إدارة وباء كورونا يخضع للتدقيق الإعلامي، ويؤذي الرئيس، وهو ما يتضح من كونه أقل رئيس يدير أزمة قومية من حيث الشعبية، بحسب تقرير لفايننشال تايمز.
يُشار إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، من المقرر إجراؤها في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ومن المنتظر أن تعلن الأحزاب الأمريكية عن مرشحيها الرسميين في شهر أغسطس/آب المقبل.