قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في رسالة إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب، إنه يأمل أن يتفهم الكونغرس الأمريكي بشكل أفضل الأهمية الاستراتيجية لعلاقاتهما، نظراً للتضامن والإمدادات المتبادلة خلال وباء فيروس كورونا.
وصلت رسالة أردوغان، الثلاثاء 28 أبريل/نيسان 2020، مع شحنة من اللوازم الطبية التركية التي تشمل ملابس وقائية وكمامات لمساعدة شريكتها في حلف شمال الأطلسي على احتواء تفشي مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا. ونشرت رئاسة الجمهورية في أنقرة الرسالة الأربعاء 29 أبريل/نيسان.
مساعدة تركية ورسالة لترامب: شدَّد أردوغان على أهمية التعاون في مواجهة التحديات التي تسبب بها وباء كورونا في تركيا والولايات المتحدة والعالم أجمع. وأضاف: "كونوا على ثقة بأن بلادي ستواصل كافة أشكال التضامن باعتبارها شريكاً موثوقاً وقوياً للولايات المتحدة، سواء من حيث تلبية الاحتياجات الأساسية في ظل الوباء أو في مرحلة العودة إلى الحياة الطبيعية".
كما لفت أردوغان إلى إرسال تركيا طائرة عسكرية محمّلة بمساعدات تتضمن مستلزمات طبية تعد حاجة ملحة لدى الشعب الأمريكي حالياً، وذلك بالإضافة إلى المستلزمات التي وافقت على تصديرها في وقت سابق إلى الولايات المتحدة.
قال: "أتمنى أن تسهم هذه المساعدات المتواضعة التي أرسلناها في دعم كفاحكم ضد الوباء وتعافي مواطنيكم المصابين بكورونا". وأردف: "أؤمن بأننا سنتقدم بقوة نحو المستقبل في مجال الصحة العامة، بفضل الدروس التي استخلصناها من مكافحة هذه الأزمة والإمكانات التي طورناها".
أردوغان يشيد بترامب: أشاد أردوغان بالكفاح الحازم الذي تقوم به السلطات الأمريكية للسيطرة على الوباء في الولايات المتحدة. ورحّب باتخاذ إدارة ترامب الخطوات الأولى لضمان عودة الحياة إلى طبيعتها، بعد تحقيق منحنى نزولي في عدد الإصابات بكورونا نتيجية التدابير المتخذة.
كما أردف الرئيس التركي: "لا نشك في أن الشعب الأمريكي سيتحلى بالحكمة اللازمة ليتجاوز في أقرب وقت هذه الأزمة التي تختبرنا جميعاً". وعبَّر عن اعتقاده بضرورة وأهمية التنسيق والتعاون الوثيق بعد الوباء من أجل تفعيل الإصلاحات والتعديلات التي يتطلبها النظام العالمي، وفي مقدمتها ضمان تعافي الاقتصاد العالمي.
فيما قال: "آمل أن نتمكن من مشاركة أفكارنا واقتراحاتنا في هذا الصدد خلال أقرب وقت ممكن".
وأشار إلى الأجواء الإيجابية الناتجة عن التعاون الذي ازداد قوة وتنوعاً بين البلدين إثر مرحلة الوباء، وبيّن أنه ينبغي الاستفادة من هذه الأجواء في تطوير العلاقات التركية-الأمريكية في جميع المجالات، وتفعيل الإمكانات التي يتمتع بها البلدان بأقصى درجة، وخاصة على صعيد هدف رفع التجارة بين البلدين إلى 100 مليار دولار.
الرئيس التركي تابع قائلاً: "التطورات الأخيرة في منطقتنا، وخاصة في سوريا وليبيا، أظهرت مرة أخرى مدى أهمية مواصلة التحالف والتعاون التركي-الأمريكي بأقوى صورة".
كما أعرب عن أمله في أن "يدرك الكونغرس والإعلام الأمريكي مستقبلاً، وبشكل أفضل، الأهمية الاستراتيجية لعلاقاتنا، بتأثير هذا التضامن الذي أظهرناه خلال الوباء".
علاقات متوترة: توترت العلاقات التركية الأمريكية أيضاً في السنوات القليلة الماضية نتيجة لخلافات تتعلق بسوريا، خاصة دعم واشنطن لمقاتلين أكراد هناك، وإدانة الولايات المتحدة لمسؤول تنفيذي في بنك تركي.
بينما قال مسؤولون أتراك في وقت سابق من الشهر إن أنقرة أجرت محادثات مع واشنطن بشأن إمكانية توفير خط مبادلة للعملات من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، وإن البلدين يبحثان خيارات لتخفيف التداعيات الاقتصادية للوباء.
كما كثّف مجلس الاحتياطي الاتحادي توفير خطوط المبادلة، التي يقبل فيها عملات أخرى في مقابل الدولارات، لبنوك مركزية في عدة دول لدعم الأسواق المالية وسط الأزمة، لكن تركيا ليست من هذه الدول.