يعتبر تفشي جائحة كورونا الاختبار الأول الحقيقي لعالمنا الحديث في مواجهة جائحة بهذا الحجم، حتى أصبح الناس يخشون مما يخبِّئه المستقبل لنا، ومن الطبيعي أن يتساءل كثيرون عما إذا كان هناك احتمال لجائحة أخرى قد تصيب العالم في المستقبل القريب.
وفي حين أنَّ عديداً من هذه المخاوف لا داعي لها، فمن الأفضل أن نكون على علم واستعداد لأي شيء قد يعترض طريقنا، لكنَّ هذا لا يعني أن نستسلم لداء الشك.
أمراض قد تتحول لجائحة
لدى منظمة الصحة العالمية قائمةٌ بأخطر الأمراض التي غالباً ما قد تتسبَّب في حدوث جائحة، أو على الأقل قد تصيب العالم بأضرار أشد من المتوسط أو المتوقع، بحسب المنظمة.
إليك 9 من تلك الأمراض، وفق ما نقله موقع World Atlas.
المرض إكس
يعد أخطر الأمراض التي تضمها قائمة منظمة الصحة العالمية، إلا أنَّه ليس مرضاً حقيقياً كما هو الحال مع بقية الأمراض الموجودة بالقائمة، بل هو اسم يُطلق على جميع الفيروسات غير المعروفة التي تعيش حالياً على كوكبنا، ويبلغ عددها 1.67 مليون فيروس.
وجدير بالذكر أنَّ تلك الفيروسات تواصل التسبب في أضرار شديدة للعالم منذ بدء الخلق.
في بدايتها، وُصفت أمراض مثل إنفلونزا الخنازير أو متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) بالمرض إكس قبل أن نتعرف عليها، إضافة إلى فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، الذي كان يصنف باعتباره فيروساً غير معروف قبل اكتشافه.
سارس وميرس
مع أنَّنا شهدنا مسبقاً وباءين سببهما هذان المرضان، فلا يمكن التنبؤ بقدرتهما على العودة في صورة مختلفة.
يتميز كلا الفيروسين بأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا؛ وتشمل الحمى، وآلام العضلات، والتهاب الحلق. في حين لم يطور أي أحد بعدُ لقاحاً مضاداً للمرضين، لكن تمَ التوصل إلى طرق للتعامل معهما بفاعلية.
فيروس زيكا
فيروس زيكا هو أحد أفراد عائلة فيروسات تسمى الفيروسات المُصفِّرة، وينتشر عبر بعوض الزاعجة الذي يجوب الأجواء في أثناء النهار.
سُمِّيَ هذا الفيروس على اسم غابة زيكا في أوغندا، حيث ظهرت أول حالة مصابة به هناك عام 1947.
وتشبه أعراض الفيروس الحمى الصفراء وحمى الضنك، وقد تسبب في حدوث وباء من قبلُ عام 2015. تصاحب هذا الفيروس أعراضٌ خفيفة للغاية، وحتى الآن لم يطوَّر لقاح مضاد له.
حمى الوادي المتصدع
حمى الوادي المتصدع هي مرض فيروسي تتفاوت أعراضه بين خفيفة وشديدة للغاية.
غالباً ما تشمل الأعراض التي نعتبرها خفيفة، آلام العضلات، والصداع، والسعال، على غرار الفيروسات الأخرى.
إلا أنَّ هناك أعراضاً شديدة أكثر رعباً، وتشمل فقدان البصر والالتهابات الدماغية، التي قد تسبب الارتباك والصداع الشديد.
قد يعاني بعض الأشخاص نزيفاً دماغياً، وفي هذه الحالات غالباً ما يؤدي المرض إلى الوفاة. ينتشر المرض بلمس دم الحيوانات المصابة، أو عبر عضات البعوض الحاملة للمرض، وحتى الآن لم يطوَّر لقاح مضاد له.
عدوى فيروس نيباه
تحدث الإصابة بها نتيجة التعرض لفيروس نيباه، الذي تعرَّف العلماء عليه لأول مرة عام 1998 في ماليزيا.
وهي عدوى فيروسية، تشمل أعراضها الحمى، والسعال، والارتباك، وضيق التنفس، والصداع.
بعد مرور يوم أو يومين، قد تسوء الأعراض أكثر؛ ما قد يؤدي إلى غيبوبة.
ويندرج فيروس نيباه ضمن فئة فيروسات الهينيبا، التي تنشأ عادةً في أجسام نوع محدد من خفافيش الفاكهة. يتطلب انتشار فيروس نيباه الاتصال المباشر، وحتى الآن لم يطوّر لقاح مضاد له.
حمى لاسا
تحدث الحمى نتيجة الإصابة بفيروس لاسا، وهي حمى نزيفية فيروسية لا تظهر عليها أي أعراض في معظم الحالات.
عند ظهور الأعراض، تشمل الحمى، والقيء، والضعف، والصداع، وآلام العضلات، في حين قد ينزف بعض الناس من الفم أو من الجهاز الهضمي.
تبلغ نسبة خطر الموت من حمى لاسا 1% تقريباً، وغالباً ما يموت المرضى -إذا كانوا معرَّضين لخطر الوفاة- بعد أسبوعين من بدء ظهور الأعراض.
ينتقل هذا المرض عادةً إلى البشر إذا حصل اتصال بالفئران المصابة، ويمكن أن ينتشر بعد ذلك بين شخص وآخر عبر الاتصال المباشر، وحتى الآن لم يطوّر لقاح مضاد له.
مرض فيروس ماربورغ
مرض فيروس ماربورغ هو مرض شديد يضاهي الإيبولا، لأنَّه يؤثر بالأساس في الإنسان.
عادةً ما يحدث هذا المرض بسبب التعرض لأحد فيروسَي ماربورغ المعروفين، وهما فيروسا رافن (RAVV)، وفيروس ماربورغ (MARV). الأعراض المصاحبة لهذا المرض هي أعراض إيبولا ذاتها، مما يصعب تمييز المرضين عن بعضهما في بداية الإصابة.
مرض فيروس إيبولا
الإيبولا هي حمى نزفية فيروسية معروفة تصيب البشر والرئيسيات الأخرى، تتسبب فيها سلالة من الفيروسات تسمى فيروسات الإيبولا.
وتشمل الأعراض الحمى، وآلام العضلات، والتهاب الحلق، والصداع الشديد. تظهر هذه الأعراض بين يومين وثلاثة أسابيع من الإصابة بالمرض.
بعد ظهور الأعراض، يبدأ المريض في الإصابة بالقيء، والإسهال، والطفح الجلدي، ويعقب ذلك ظهور نزيف خارجي وداخلي بعد فترة قصيرة. خطر الوفاة نتيجة اﻹصابة بهذا المرض مرتفع للغاية، إلا أنَّ منظمة الصحة العالمية قد اعتمدت لقاحاً مضاداً له في ديسمبر/كانون الأول من عام 2019.
حمى القرم-الكونغو النزفية
عبارة عن مرض فيروسي تشمل أعراضه آلام العضلات، والحمى الشديدة، والقيء، والإسهال، والصداع، والنزيف.
تبدأ الأعراض في الظهور بعد أسبوعين من التعرض للمرض، ويمكن أن تسبب مضاعفات مثل الفشل الكبدي. يحدث هذا المرض نتيجة للدغات حشرة القراد، والتلامس مع الماشية المصابة.
ويشكل المزارعون الفئة اﻷكثر عرضةً للخطر، ويُذكر أنَّ هذا المرض شائع في إفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا، والبلقان. لم يطوَّر لقاح مضاد له حتى الآن.