قال مفوض الشرطة بباريس على تويتر، الإثنين 28 أبريل/نيسان 2020، إنه جرى وقف ضابطي شرطة عن العمل بعد سماعهما يوجهان إهانة عنصرية لرجل بعد القبض عليه في إحدى ضواحي باريس الفقيرة في تسجيل مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
الفيديو المنتشر على الإنترنت يظهر ضباطاً يسخرون من رجل قفز إلى نهر السين في محاولة للفرار من الاعتقال، إذ سمع أحد الضباط يقول: "إنه لا يستطيع السباحة. 'بيكو' مثله لا يستطيع السباحة"، مستخدماً تعبيراً مهيناً وعنصرياً يطلقه الفرنسيون على العرب أو مواطني شمال إفريقيا.
فيما رد ضابط آخر قائلاً: "كان يتعين عليك ربط ثقل بقدمه".
مديرية الشرطة تتحرك: مديرية الشرطة قالت على موقع تويتر إنه "بموافقة وزير الداخلية، طلب قائد الشرطة ديدييه لالمو من قائد الشرطة المحلية وقف الضابطين عن العمل بعد تلفظهما بتعليقات عنصرية سُمعت في تسجيل فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي في 26 أبريل/نيسان".
غضب على مواقع التواصل الاجتماعي: الحادث وقع في منطقة اندلعت بها الاضطرابات الأسبوع الماضي كما أثار التسجيل المصور للإهانات العنصرية غضباً شعبياً.
فيما قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير في وقت سابق الإثنين 27 أبريل/نيسان 2020 إنه لا مكان للعنصرية في الشرطة بعد أن انتشر التسجيل، مضيفاً "سيتم تسليط الضوء على الأمر". وأوضح أنه تم إبلاغ هيئة الرقابة الداخلية بالشرطة.
كما أكد كاستانير: "لا مكان للعنصرية في قوة الشرطة الجمهورية".
اشتباكات بين مواطنين والشرطة: الحادثة وقعت في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد 25 أبريل/نيسان 2020 في منطقة فيلنوف لا جارين، حيث بدأت اشتباكات الأسبوع الماضي بين الشرطة وشبان. وحي سين سان دوني الذي تقع فيه المنطقة هو أفقر أحياء فرنسا.
والضواحي الفرنسية التي تحيط بالمدن الرئيسية تقطنها عادة أسر المهاجرين وظلت على مدى عدة عقود بؤراً للغضب بسبب التهميش الاقتصادي والاجتماعي وعنف الشرطة.
احتجاجات في باريس: وتتواصل أيام تظاهرات رافضة للعنف في أحياء العاصمة الفرنسية باريس، عقب إصابة شخص خالف قوانين الحظر فأصيب بجروح خطيرة نتيجة العنف الممارس من قِبل قوات الشرطة.
وسائل إعلام فرنسية قالت إن الاحتجاجات تجددت بضواحي شمال باريس، وتدخلت على إثرها شرطة مكافحة الشغب، فيما أحرق شبان صناديق القمامة وأطلقوا الألعاب النارية، رغم فرض السلطات الحجر الصحي.
كورونا في فرنسا: يأتي هذا في وقت ارتفعت فيه وفيات فيروس كورونا في فرنسا إلى 23 ألفاً و293، إثر تسجيل 437 حالة جديدة.
فيما ذكرت وزارة الصحة، في بيان، أن البلاد سجلت 4 آلاف و711 إصابة جديدة بالفيروس، لترتفع الحصيلة إلى 196 ألفاً و69.
فرنسا تحل رابعاً في قائمة وفيات وإصابات كورونا عالمياً، حيث تأتي بعد الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا، وفي الإصابات بعد الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا.
وحتى مساء الإثنين 27 أبريل/نيسان 2020، أصاب كورونا أكثر من 3 ملايين و29 ألفاً حول العالم، توفي منهم ما يزيد على 209 آلاف، فيما تعافى أكثر من 900 ألف، وفق موقع "worldometer" المتخصص برصد ضحايا الفيروس.