كشفت وكالة Bloomberg الأمريكية، الثلاثاء 28 أبريل/نيسان 2020، أن عدم وضوح الرؤية بخصوص الحالة الصحية لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، جعل اسم عمه كيم بيونغ إل، يتردد من جديد بعد أن كان يعتبر على مر تاريخ كوريا الشمالية "الخليفة المحتمل للعرش"، قبل أن يخسره لفائدة أخيه غير الشقيق كيم جونغ إل.
تقرير للوكالة الأمريكية أوضح أن كيم بيونغ إل (65 عاماً) هو آخر الأبناء المعروفين على قيد الحياة لمؤسس كوريا كيم إل سونغ. وبعد أن خسر العرش في السبعينيات لصالح أخيه غير الشقيق كيم جونغ إل -الذي أدار البلاد بين عام 1994 و2011-، قضى كيم بيونغ إل أربعة عقود خارج البلاد في مناصب دبلوماسية بالمجر وبلغاريا وفنلندا وبولندا وجمهورية التشيك قبل العودة إلى بيونغ يانغ العام الماضي.
هل يعود العمّ إلى السلطة؟ رغم تهميش كيم بيونغ إل فعلياً بحظر ظهوره في وسائل الإعلام الرسمية، ومنعه من تطوير النفوذ الكافي للعودة إلى أرض الوطن وتشكيل تحدٍ خطير على القيادة؛ يقول بعض مراقبي كوريا الشمالية إنّه قد يصعد إلى السلطة في النهاية لخلافة كيم جونغ أون (36 عاماً) الذي لم يختر ولي عهد. وهذا على الأرجح لأنّه رجلٌ من نسل كيم.
يقول التقرير، لا يعتقد البعض الآخر أنّ هناك فرصةً أمام كيم بيونغ إل لفعل ذلك. إذ قال كيم بيونغ كي، البرلماني في الحزب الحاكم بكوريا الجنوبية وعضو لجنة الاستخبارات بالبرلمان، يوم الأحد 26 أبريل/نيسان على الشبكات الاجتماعية إنّه لا يُوجد ما يُشير إلى إمكانية أن يخلُف الرجل كيم جونغ أون في حال عجز الزعيم عن تأدية مهامه: "هذه النظريات تُثير الضحك".
فقد اعتادت كوريا الشمالية نفي الأشخاص الذين لا يتوافقون مع هوى القيادة بإرسالهم إلى الخارج في محاولةٍ لمحو نفوذهم، مع توفير شريان حياة مالي يُبقيهم مُعتمدين على حُكّام بيونغ يانغ.
تهديد نفوذ العائلة: في حال وصل كيم بيونغ إل إلى السلطة، فسوف يُهدّد ذلك الأمر الحياة المهنية للعديد من أفراد القيادة الحالية بعد أن قضوا عقوداً طويلة في العمل من أجل قمع نفوذه. فحين صعد كيم جونغ أون إلى السلطة بعد وفاة والده عام 2011؛ سارع إلى القضاء على المنافسين المُحتملين: إذ أعدم عمّه ونائبه السابق جانغ سونغ ثايك، ويُشتبه في أنّه أمر باغتيال أخيه الأكبر غير الشقيق كيم جونغ نام في ماليزيا.
ربما تُشير حقيقة نجاة كيم بيونغ إل من عمليات التطهير في العائلة الحاكمة إلى أنّ كيم جونغ أون لم ير فيه منافساً يستحق الاهتمام، لذا أبقاه تحت سيطرته في وزارة الخارجية لسنوات. وفي عام 2015، عُيِّن في منصب سفير كوريا الشمالية إلى جمهورية التشيك، ومُنِحَ حمايةً إضافية إثر قتل كيم جونغ نام عام 2017.
مراقبة لصيقة: لم يظهر كيم بيونغ إل على الساحة العامة كثيراً أثناء تواجده في أوروبا، رغم أنّه ترك انطباعاً جيداً هناك. إذ قال لوبومير زوراليك، وزير خارجية التشيك بين عامي 2014 و2017، إنّ "أسلوبه وسلوكه منحاني انطباعاً بأنّه قادمٌ من كوريا الجنوبية. ويُمكنك أن تُلاحظ أنّه نشأ في أوروبا وعاش حياته هنا. لقد كان دائماً حذراً في ما يقوله، ولكن كلامه كان منطقياً دائماً. ويبدو أنّه عاش حياةً أكثر حرية من الكوريين الشماليين الآخرين".
عاد كيم بيونغ إل إلى بيونغ يانغ في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، حتى يظل تحت أعين كيم جونغ أون، بحسب المصادر الاستخباراتية التي استشهدت بها صحيفة JoongAng Ilbo الكورية الجنوبية.
كما ظلّ الرجل موضع تكهُّنات لعقود طويلة في كوريا الجنوبية بسبب التقارير غير المُؤكّدة حول المؤامرة العائلية، التي شملت عادةً عمليات الإقامة الجبرية ومحاولات الاغتيال. وقبل السنوات التي قضاها في الخارج، خدم كيم بيونغ إل في الجيش قائداً لوحدة حراسة شخصية من نخبة المقاتلين، كما شغل بعض المناصب في الحزب الحاكم بحسب وزارة التوحيد الكورية الجنوبية.