“ليس لدينا مال”.. احتجاجات افتراضية في روسيا على سياسات الدولة لمواجهة كورونا عبر تطبيقات للخرائط

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/27 الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/27 الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش
تطبيق خرائط غوغل/ مواقع التواصل

لم يجد الروس الساخطون من حالة الإغلاق التام التي تفرضها الدولة ضمن إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا، فرصة للتعبير عن مشاعر الضيق والخوف من المستقبل المجهول اقتصادياً، إلا عبر تطبيقات الخرائط الافتراضية المنتشرة على شبكة الإنترنت. 

موقع NBC الأمريكي رصد في تقرير نشره الإثنين 27 أبريل/نيسان 2020، كيف استخدم سكان مدينة روستوف، جنوب روسيا، تطبيقات الخرائط العامة الشبيهة بـ"جوجل مابس" لترك تعليقاتهم على الخريطة الرقمية، بجانب مواقع المباني البلدية للمدينة، ولتسجيل استيائهم واعتراضهم على قرارات الإغلاق، غير المرتبطة بإجراءات الطوارئ والدعم الاقتصادي. 

تضمنت التعليقات رسائل مثل: "نريد أن نأكل!!! ولا عمل لدينا!!!"، و"توقفوا عن خنق الأعمال التجارية الصغيرة".

إغلاق تام: احتجاجات هذه المدينة على خرائط الشوارع الافتراضية، جاء للاحتجاج على قيود الإغلاق الصارم المفروض عليهم، الذي بدأ تطبيقه في موسكو منذ 30 مارس/آذار، ليتم تعميمه بعد ذلك إلى مناطق متعددة. 

كما دعا المتظاهرون الافتراضيون الحكومةَ إلى إعلان حالة الطوارئ –التي تُلزم الحكومة بتقديم مزيد من الأموال لدعم المواطنين العاطلين عن العمل ومساعدة الشركات الصغيرة على تجاوز الأزمة- أو إنهاء حالة الإغلاق العام.

تتيح تطبيقات مثل "Yandex.Maps" و"Yandex.Navi"، وهي تطبيقات روسية تقدم خدمات تشابه خدمة خرائط جوجل، ويسمح للمستخدمين كتابة تعليقات في هيئة فقاعات كلام رقمية على خرائط المدن، لمساعدة المسافرين على التنقل في الاختناقات المرورية غير المتوقعة أو تجاوز مخاطر أخرى.

ليست الأولى: المتظاهرون الافتراضيون في روسيا تأثروا بهذه التظاهرة التي أشعلت تظاهرات افتراضية أخرى في أكبر مدن روسيا، وعلى رأسها سانت بطرسبرغ وموسكو، وانتشرت غرف الدردشة حاملة الانتقادات للحكومة على خرائط شوارع موسكو وساحتها الحمراء.

هكذا نقلت التعليقات صرخات أحد المحتجين، قائلاً: "استمعوا إلينا. نحن خائفون، وليس لدينا مال!".

بطبيعة الحال، فإن الاحتجاجات السياسية شائعة في روسيا، خصوصاً خلال العام الماضي الذي شهد انتشاراً واسعاً لحالة من السخط العام بين الجمهور جرّاء الركود الاقتصادي والسياسي، إلا أن السلطات غالباً ما تتمكن بسرعة من تفريق أي مسيرات غير مرخصة، ولو باستخدام العنف في بعض الأحيان.

لم تكن الاحتجاجات الافتراضية هذا الأسبوع، وإن بطريقتها الخاصة، مختلفة إلى حد كبير. فقد حذف تطبيق "Yandex" التعليقات بسرعة، وتلك التي لم تُحذف انتهت مدة عرضها ولم تعد مرئية.

الوضع في روسيا: السلطات الروسية ظلت بطيئة في فرض إجراءات صارمة تحول دون انتشار الفيروس، لكنها بعد أن فرضت الحجر الصحي في كافة روسيا قبل شهر تقريباً، إلا أنها لم تعلن عن إعلان حالة الطوارئ الرسمية.

ومنذ ذلك الحين، توسع الحكام الإقليميون وعمداء المدن في إجراءات الإغلاق، بدون تاريخ انتهاء واضح.

يقول أندريه كوليسنيكوف، خبير الشؤون السياسية الروسية في مركز "كارنيغي موسكو" البحثي: "النظام يتعامل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة كأنهم أجانب، وذلك على الرغم من أنهم ملتزمون بدفع الضرائب".

لكن، وبالنظر إلى غياب موعدٍ محدد لإنهاء الإغلاق على مستوى البلاد، ومع زيادة أعداد العاطلين عن العمل في روسيا، فإن احتمالية اندلاع مزيدٍ من الاحتجاجات على شبكة الإنترنت احتماليةٌ متزايدة.

كورونا في روسيا: وبلغ عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا في روسيا حتى مساء الإثنين 87 ألفاً و147 إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات 794 حالة، وشفاء أكثر من 7 آلاف حالة.  

تحميل المزيد