دفع القصف الجوي لطائرات حكومة الوفاق الليبية المسيرة القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، إلى الانسحاب، السبت 25 أبريل/نيسان 2020، من قاعدة الوطية الجوية غرب البلاد باتجاه مدينة الزنتان في جبل نفوسة.
حسب مراسل "عربي بوست" فإن القوات التي كانت تتواجد في قاعدة الوطية الجوية انسحبت على متن حوالي 50 سيارة، على متنها مقاتلين من مدينتي الزنتان والرجبان، كما سحب مجموعة من الآليات العسكرية.
أهمية قاعدة الوطية: تكمن أهمية قاعدة الوطية في موقعها المحصن طبيعياً، حيث شيّدها الأمريكيون خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) في منطقة بعيدة عن التجمعات السكانية، وأقرب منطقة مأهولة تبعد عنها 25 كلم، ما يجعل أي هجوم كبير على القاعدة مكشوفاً أمام طائراتها الحربية ومدفعيتها الثقيلة.
هذا ما يفسّر فشل حشود عملية فجر ليبيا (تحالف لمدن غرب ليبيا) في اقتحام القاعدة طيلة عامين (2014-2016)، رغم احتشادها على بعد 30 كلم منها.
حتى وإن نجحت قوات الوفاق في 25 مارس/آذار الماضي في اقتحامها لأول مرة، ولفترة قصيرة، وأسر 27 من عناصرها، فإنها لم تسيطر عليها بالكامل.
إذ إن مساحة القاعدة كبيرة جداً (نحو 50 كلم مربع)، وعلى الأغلب تمت مهاجمة المدينة السكنية الواقعة بالمدخل الشمالي للقاعدة، والبعيدة مئات الأمتار عن مدرج الطائرات وغرفة العمليات الغربية لميليشيات حفتر، ما يفسّر العدد الكبير للأسرى.
استهداف ميليشيات حفتر: من جهة أخرى، أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية، السبت، تنفيذ سلاح الجو غارتين جويتين استهدفتا عناصر لميليشيا خليفة حفتر كانت في طريقها إلى مدينة ترهونة.
جاء ذلك في تصريح للناطق باسم قوات الوفاق محمد قنونو، نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب". وقال قنونو إن "سلاح الجو نفذ غارتين جويتين فجر السبت، استهدفتا صهريج وقود وسيارة مسلحة على متنها عناصر لميليشيات حفتر في محيط بني وليد كانت متجهة إلى ترهونة".
كما أضاف أن قواتهم تواصل عملياتها براً وبحراً وجواً وفقاً للخطة التي وضعتها غرفة العمليات في إطار عملية "عاصفة السلام".
في سياق متصل، قال المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، إن قصفاً لميليشيا حفتر استهدف "عين زارة" فجر السبت. وأضاف المركز، أن القصف تسبب في إصابة أربعة من العمالة الوافدة من دولة النيجر، اثنان منهم في حالة خطرة.