في مشهد تاريخي، شهدته مساجد المسلمين في مختلف دول العالم، خلت جميعها من المصلين في صلاة التراويح، في الليلة الأولى من شهر رمضان، بسبب إغلاق معظمها نتيجة تفشي وباء كورونا كوفييد 19 في العالم، وكان على رأس المساجد الحرمان المكي والمدني في السعودية، والمسجد الأقصى.
فعلى عكس ما هو مألوف، حيث يتجمع آلاف المصلين في الحرمين المكي والمدني وكذلك المسجد الأقصى، بدت هذه المساجد التي تلقى اهتماماً كبيراً من المسلمين، خاوية إلا من عدد محدود جداً من المصلين، الذين سمح لهم بأداء الصلاة، مع استمرار تعليق وصول المصلين إلى المساجد.
البكاء يغالب إمام الحرم المكي: في المسجد الحرام في مكة المكرمة، بدا صحن المطاف خالياً بشكل شبه كامل من المصلين على عكس السنوات الماضية، حيث يعج الحرم المكي بمئات آلاف المصلين من مختلف دول العالم في مثل هذا الوقت من العام.
وفي الركعة الأولى من صلاة التراويح، والتي أمّها الشيخ سعود الشريم، لم يستطع الشريم أن يتمالك نفسه من البكاء، في مشهد لاقى تداولاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي.
يذكر أن السلطات السعودية اتخذت قراراً بتعليق وصول المصلين للصلاة في ساحات الحرمين خاصة يوم الجمعة خوفاً من انتشار فيروس كورونا. كما منعت الزائرين والمصلين من الجلوس في ساحات المسجدين الحرام والنبوي، وفقاً لما أعلنته مساء الخميس 19 مارس/آذار.
المسجد النبوي خالٍ من المصلين: لم يكن المشهد في المسجد النبوي بالمدينة المنورة مختلفاً كثيراً عن المسجد المكي، فقد اكتفى عدد محدود جداً من الأشخاص بأداء صلاة التراويح، فيما بدت ساحات الحرم الكبيرة خالية تماماً من المصلين.
كما نشر حساب إمارة منطقة المدينة المنورة على موقع تويتر، صوراً لإقامة صلاة التروايح من داخل المسجد النبوي، في حين إن البث الحي للصلاة لا يسلط الضوء على الساحات والمساحات الفارغة من الحرم.
يذكر أن مكة المكرمة والمدينة المنورة، تُعدان من أكثر المدن في السعودية تضرراً بفيروس كورونا، حيث تم رصد حوالي 3 آلاف إصابة بمكة، في حين تم تسجيل حوالي 2400 حالة في المدينة المنورة، ما دفع السلطات لفرض منع تجول في المدينتين.
المسجد الأقصى: أما ثالث الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى المبارك، فلم يكن أفضل حالاً من الحرم المكي والنبوي، فقد خلا المسجد وساحاته أيضاً من المصلين، واكتفت دائرة الشؤون الإسلامية في مدينة القدس بالسماح لعدد محدود من الأشخاص بإقامة الصلاة فيه.
وانتشر فيديو للصلاة من داخل المسجد الأقصى، حيث بدا بشكل واضح خلوه إلا من عدد محدود من المصلين، الذين اتبعوا إجراءات الوقاية خلال أدائهم الصلاة، من خلال أخذ مسافة تقارب المتر بين كل مصل وآخر.
يذكر أنه في مثل هذا الوقت من العام، يشهد المسجد الأقصى تزاحماً كبيراً، هو الأشد في كل أيام السنة، حيث يتوافد المصلون من مختلف المدن الفلسطينية لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، وإحياء ليلة القدر التي تصادف في العشر الأواخر من الشهر الفضيل.