توالت الانتقادات الداخلية لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء 22 أبريل/نيسان 2020، تعليق إصدار تصاريح الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، فيما أعلنت المدعية العامة لولاية نيويورك أنها مستعدة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذا القرار.
المدعية العامة أكدت في بيان على حسابها بتويتر أن "هذا الإعلان يتناقض مع كل ما يعتقده الأمريكيون"، مؤكدة أنها على استعداد لاتخاذ إجراء قانوني ضد ذلك.
فيما رافق تصريحات المدعية العامة، انتقادات للقرار وجهها ديمقراطيون أشاروا إلى أن هذا القرار لا يعدو كونه تشتيتاً للانتباه عن سوء إدارة ترامب للأزمة كورونا، خصوصاً نقص اختبارات الفيروس على الصعيد الوطني، حسب ما أفادت مجلة "Newsweek" الأمريكية.
منتقدو هذه الخطوة قالوا إنها تستغل أزمة فيروس كورونا في تنفيذ هدفٍ طالما سعى إليه ترامب، لمنع دخول المزيد من المهاجرين، خصوصاً قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
تفاصيل القرار: سيمنع القرار الجديد الهجرة المستندة إلى العمل أو الصلات العائلية، لكنه لن يمسّ العمالة الوافدة التي دخلت الولايات المتحدة بتأشيرات مؤقتة مثل عمال المزارع والعمال المهرة.
كما سيتم إعفاء الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في الرعاية الصحية وكذلك المهاجرين الذين يفدون لأداء عمل "ضروري" في مكافحة فيروس كورونا المستجد، حسبما تقرر الوكالات الاتحادية.
كذلك يُستثنى من القرار الأجانب الراغبون في الاستثمار في مشروعات بالولايات المتحدة توفر فرص عمل أو تحافظ عليها.
تداعيات كورونا على اقتصاد أمريكا: يأتي قرار ترامب هذا بسبب تداعيات كورونا الاقتصادية على البلاد، إذ ارتفعت معدلات البطالة في الولايات المتحدة بشكل هائل، إثر جائحة كورونا، حيث أظهرت بيانات نُشرت في وقت سابق أن 17 مليون شخص فقدوا وظائفهم منذ منتصف مارس/آذار 2020، على الرغم من الجهود التي يبذلها المسؤولون للحدّ من الضرر الناتج عن جائحة كوفيد-19.
فيما أطلق الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برامج قرض جديدة لضخ 2,3 تريليون دولار لدعم الاقتصاد الأمريكي. في حين حاول رئيسه جيروم باول تقديم تطمينات قائلاً إن التعافي سيكون "قوياً".
طلبات الإعانة بسبب البطالة: كما أظهر أحدث تقرير أسبوعي لوزارة العمل أن 6,6 مليون شخص تقدموا الأسبوع الماضي بطلبات للحصول على إعانة بسبب البطالة، مقابل 6,9 مليون الأسبوع السابق، و3,3 مليون في الأسبوع الذي انتهى في 21 مارس/آذار 2020.
فيما يشكل ارتفاع معدلات البطالة انتكاسةً كبيرة لأكبر اقتصاد في العالم، حيث كان معدل البطالة يقارب نحو 3.5٪، ويتوقع خبراء الآن أن يكون هذا المعدل قد بلغ 20٪.
كورونا في أمريكا: تجاوز عدد وفيات فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة حتى صباح الخميس 23 أبريل/نيسان نحو 46 ألف شخص، وفقاً لإحصائيات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.
وتسجل الولايات المتحدة، وبفارق كبير، أكبر عدد للإصابات المؤكدة بالفيروس في العالم بأكثر من 842 ألف حالة.
