بينها الخفافيش والجرذان والزواحف.. دول آسيوية تتجاهل التحذيرات وتواصل بيع الحيوانات البرية

تستمر أسواق الحيوانات الحية وعملية الاتجار في الحيوانات البرية في بعض أجزاء الصين ومناطق جنوب شرقي آسيا، على الرغم من الدعوات الدولية المتزايدة لفرض قيودٍ أكثر صرامة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/22 الساعة 17:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/22 الساعة 19:20 بتوقيت غرينتش
شوربة الخفاش، وعلاجات كاذبة، و"علوم الأمراض".. انتشار معلومات مضللة عن فيروس كورونا/ Istock

تستمر أسواق الحيوانات الحية وعملية الاتجار في الحيوانات البرية في بعض أجزاء الصين ومناطق جنوب شرقي آسيا، على الرغم من الدعوات الدولية المتزايدة لفرض قيودٍ أكثر صرامة على الأسواق "الرطبة" واستخدام عناصر الحياة البرية في الطب الشعبي، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.

بينما حذَّر خبراء البيئة من أن جائحة كورونا لن تكون الأخيرة التي تُلحق الدمار بالبشرية، في ظل استمرار الروابط التي لا يمكن الخلاص منها بين تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والأمراض حيوانية المصدر مثل فيروس كورونا.

تجاهل تحذيرات العلماء: في حين تبدو أسواق اللحوم في بكين والمركز المالي شنغهاي نظيفة ومنظَّمة، لم تُظهر "الأسواق الرطبة" بالمدن النائية في جنوب وغرب الصين، والتي تبعد أكثر من 100 ميل عن العاصمة، سوى علامات ضئيلة على أنها أخذت بعين الاعتبار تحذيرات علماء الأوبئة من مخاطر انتقال الأمراض من الحيوانات.

في إندونيسيا، وعلى الرغم من تسجيل آلاف الإصابات ومئات الوفيات، استمر الأسبوع الماضي، دون رادع، بيع الحيوانات البرية وضمن ذلك الخفافيش والجرذان والزواحف، وسط إحباط كبير أصاب الجماعات المعنيَّة برعاية الحيوانات والساعية إلى إيقاف هذه التجارة ولو مؤقتاً. 

قال فرانك مانوس من منظمة "Animal Friends Manado Indonesia" الخيرية، لصحيفة The Independent البريطانية، إنه شارك مع مسؤولين حكوميين في اجتماعين عُقِدا مؤخراً، تبين خلالهما أن الخطر الوشيك لانتقال مسببات الأمراض من الخفافيش في سوق توموهون الشهير بإندونيسيا كان معروفاً منذ عام 2018. 

كما أضاف: "في عام 2018، أُجريت اختبارات على عينات أُخذَت من خفافيش من سوق توموهون. أُجريت اختبارات على 13 خفاشاً وتبين أن أربعة منها كانت اختباراتها إيجابية لسلالة مختلفة من فيروس كورونا عن كوفيد-19".

الخفافيش في إندونيسيا: الخفافيش هي طبق شعبي في مقاطعة سولاوسي الشمالية بإندونيسيا، حيث تؤكل في شكل طبق كاري يمثل حليبُ جوز الهند أساسه. وقال مانوس: "إذا سألت الجزارين أو المستهلكين ما إذا كانوا قلقين من فيروس كورونا، فسيقولون ببساطة: (فيروس كورونا أتى من الصين. لم يأتِ من توموهون). ليسوا قلقين بتاتاً".

قال الدكتور رتشارد وستفيلد المتخصص في علم بيئة الأمراض والعالِم الأقدم لدى منظمة "Cary Institute of Ecosystem Studies" الخيرية المتخصصة في دراسات الأنظمة البيئية، لصحيفة The Independent: "خطر انتقال فيروس مصدره حيواني إلى الناس مرتبط في أغلبه بإفرازات الحيوانات البرية المصابة وضمن ذلك اللعابُ والبول والفضلات"، مضيفاً: "يمكن أيضاً أن يحدث الانتقال في أثناء قتل أو ذبح الحيوانات".

حملات توعية: ظهرت في الصين لافتات مكتوبة باللغة الإنجليزية تحذِّر من أكل الحيوانات البرية في محطات القطار وتقاطعات الطرق. وأُعيد فتح أسواق اللحوم بأنحاء البلد وتبدو ملتزمة بالحظر المؤقت لاستهلاك الحيوانات البرية الذي فرضته الدولة، والذي يُتوقع رفعه بمجرد انتهاء جائحة "كوفيد-19".

غير أن معايير النظافة بأسواق اللحوم متباينة بوضوح في مختلف أنحاء البلد، حيث تتميز تلك الموجودة في بكين وشنغهاي والمدن الشرقية الكبرى بأنها نظيفة نسبياً، في حين يختلف الوضع كلياً بغرب الصين الذي تزداد فيه المناطق الريفية.

تحميل المزيد