قالت وكالة الأنباء الفرنسية، الإثنين 20 أبريل/نيسان 2020، إن سعر برميل الخام الأمريكي تدهور بنسبة 20% إلى ما دون 15 دولاراً في السوق الآسيوي، وهو أدنى مستوى له منذ عقدين، بسبب انخفاض الطلب العالمي مع تفشي فيروس كورونا المستجد.
إذ سقط برميل غرب تكساس الوسط بأكثر من 18,7% إلى 14,84 دولار في أولى المبادلات الآسيوية، أما برميل برنت بحر الشمال فقد تدهور بنسبة 1,5% إلى 27,64 دولار.
أدنى مستوى منذ 20 عاماً: فيما تراجعت أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة لأدنى مستوياتها منذ نحو 20 عاماً، وسط عمليات الإغلاق ومنع السفر في جميع دول العالم والتي أثرت بشدة على الطلب.
ومازاد الوضع سوءاً غير أزمة كورونا حرب أسعار النفط بين السعودية العضو في منظمة أوبك وروسيا التي لا تنتمي للمنظمة.
فيما نجح البلدان في التوصل مطلع الشهر لاتفاق وافقا فيه مع دول أخرى على خفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل في اليوم لتحفيز الأسواق.
أزمة اقتصادية بأمريكا: إلا أنه رغم ذلك واصلت الأسعار انخفاضها بشدة، مع تقدير محللين بأن الخفض غير كافٍ لتعويض التراجع القوي في الطلب الناجم عن الوباء.
فيما أعلن مصرف "أ أن زد" في مذكرة: "بقيت أسعار النفط الخام تحت الضغط لأن توقعات انخفاض الطلب تلقي بثقلها على الجو العام".
مضيفاً: "رغم أن أوبك قبلت بخفض غير مسبوق للإنتاج، فلا تزال سوق النفط غارقة بالطلب".
كما أعرب عن خشيته "من نفاد القدرة الاستيعابية في منشآت التخزين في الولايات المتحدة"، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
أما إدارة معلومات الطاقة الأمريكية فأعلنت الأسبوع الماضي أن مخزوناتها من الخام ارتفعت بـ19,5 مليون برميل.
ضغوط أمريكية على الرياض: فيما قدم عضو جمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي في وقت سابق مشروع قانون لسحب القوات الأمريكية من السعودية، ليزيد بذلك الضغط على المملكة لتخفض إنتاجها النفطي، من أجل تغيير اتجاه الهبوط في أسعار النفط، الذي أضر بشركات الطاقة الأمريكية.
مشروع القانون المقترح، الذي قدمه السيناتور بيل كاسيدي، وهو من ولاية لويزيانا المنتجة للنفط، يقضي بسحب القوات الأمريكية بعد 30 يوماً من الموافقة عليه، أي أسرع بشهر كامل من مشروع قانون مماثل قدمه عضوان جمهوريان آخران في مارس/آذار.
كما قدم كاسيدي مشروع القانون بينما اقتربت مجموعة أوبك+، وهي مجموعة من منتجي النفط تضم السعودية ودولاً أخرى أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم روسيا، من إبرام صفقة لخفض إنتاج النفط بكمية قياسية، تمثل نحو 15 مليون برميل أو 15% من الإنتاج العالمي.
كورونا يسبب أزمة بأمريكا: يأتي هذا في وقت تجاوز فيه عدد وفيات فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة 40 ألفاً، وهو أعلى عدد وفيات على مستوى العالم وتقريباً ضعف عدد وفيات إيطاليا صاحبة ثاني أعلى عدد وفيات في العالم.
واستغرقت الولايات المتحدة 38 يوماً بعد تسجيل أول حالة وفاة في 29 فبراير/شباط لتصل إلى 10 آلاف حالة وفاة في السادس من أبريل/نيسان، لكنها بعد خمسة أيام فقط وصلت إلى 20 ألف حالة وفاة، بحسب إحصاء رويترز.
فيما زاد عدد الوفيات في الولايات المتحدة من 30 ألفاً إلى 40 ألفاً في أربعة أيام بعد إضافة وفيات محتملة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس دون إجراء فحوصات في مدينة نيويورك.
وسجلت الولايات المتحدة حتى الآن أكبر عدد من حالات الإصابة المؤكدة وتجاوزت الإصابات 750 ألفاً، وقد زاد الرقم إلى مثليه في 13 يوماً. وزادت الحالات الجديدة أمس السبت بنحو 29 ألف حالة، وهي أقل زيادة في ثلاثة أيام.
فيما تقدم أكثر من 22 مليون أمريكي بطلبات للحصول على إعانة بطالة في الشهر الماضي، حيث أدى إغلاق الشركات والمدارس والقيود الشديدة على السفر إلى التأثير على الاقتصاد.آخر تطورات الفيروس: حتى مساء الأحد 19 أبريل/نيسان 2020، تخطى عدد مصابي كورونا حول العالم مليونين و340 ألفاً، توفي منهم أكثر من 164 ألفاً، فيما تعافى ما يزيد على 615 ألفاً، حسب موقع "وورلد ميتر" المتخصص في رصد أعداد ضحايا الجائحة.