مستدعية الحكايات القديمة والشخصيات المؤثرة في تاريخ الوطن، تطل الناشرة ومؤلفة كتب الأطفال اللبنانية ندين توما عبر بث مباشر على الإنترنت، لتبدد عزلة اللبنانيين صغاراً وكباراً الذين أجبرهم انتشار فيروس كورونا المستجد على البقاء بمنازلهم.
من مقر دار قنبز في وسط بيروت تتحول الإطلالات المسائية المباشرة التي بدأتها ندين مع زميلتها مؤلفة الموسيقى سيفين عريس في مارس/آذار الماضي، إلى متنفس في أيام العزل الصحي، وفي الوقت ذاته فرصة لتجديد العلاقة مع اللغة العربية.
تصف توما هذه الإطلالات برحلة متنوعة تشمل العلوم والمسرح والحكايات وتقول لرويترز "هذه الرحلة بدأت بطريقة عفوية ولم يكن من المتوقع أن تحصد هذه الشعبية مع الكبار والصغار الذين يتفاعلون من خلال تدوينهم التعليقات المصاحبة للبث المباشر".
يتخلل الإطلالات تقديم نبذة عن التراث الشعبي والحكايات والمقطوعات الموسيقية وقراءة الكتب والتعريف بفنانين لبنانيين تصفهم ندين بأنهم (أبطال من بلادي) وترى أنه "لا بد للطفل من أن يترعرع على أسمائهم وأن يتعرف إلى تاريخهم الراقي".
ندين تغار على اللغة العربية التي ترى أنها "تعيش سوء تفاهم مزمن مع تلامذة يهربون من صعوبتها"، لذلك فهي تحاول "تحويل اللغة العربية إلى معشوقة كل الناس من خلال تبسيطها وجعلها لعبة جميلة وأنيقة في الوقت عينه".
تطل ندين عند الساعة السابعة مساء بتوقيت بيروت كل اثنين وأربعاء وجمعة على صفحة دار قنبز الرسمية على فيسبوك بعدما كانت في البدايات تقدم هذه الإطلالات بشكل يومي.
بعد أن بدأت تحصد نسبة عالية من المتابعة ارتأت ندين إضافة عناصر إخراجية لتمكينها من مزج أكثر من عنصر في الإطلالة الواحدة وهي ما اعتبرتها "الطريقة الفضلى ليشتاق المشاهد الصغير والكبير إلى كل ما نقدمه من حبكة أدبية".
ينتظر فادي حنا (50 عاماً) هذه الرحلات بشغف على فيسبوك، وقال لرويترز "بنطرها بفرحة أكثر من أولادي، والدتي مريضة لكنها تتابع أيضاً كلاً من ندين وسيفين في جنونهما الأدبي لتعود إلى تاريخ لبنان العريق من خلال النوادر، والأهم من خلال إعادة الاعتبار إلى اللغة العربية التي أشعر بالحزن العميق لما تتعرض له من إهمال، إنها تطرحها بطريقة سهلة وتمزجها مع كل ما تقدمه خلال الإطلالات المسائية، نستمتع بها أكثر من نشرة الأخبار بصراحة".
ولدار قنبز باع طويل في مجال تنمية الوعي والمشاركة بالعديد من المبادرات التربوية، كما فازت بجوائز دولية وإقليمية من معرض بولونيا لكتب الأطفال في إيطاليا وبينالي براتيسلافيا للرسوم في سلوفاكيا، وكذلك جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للناشر في دبي.