اتهامات لفرنسا وتقارير عن صراعات “داخلية”.. الدفاع الجزائرية تنفي إقالة قيادات بالجيش وتتوعد “مثيري البلبلة”

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/18 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/18 الساعة 15:34 بتوقيت غرينتش
السعيد شنقريحة قائد أركان الجيش الجزائري/مواقع التواصل الاجتماعي

نفت وزارة الدفاع الجزائرية، السبت 18 أبريل/نيسان 2020، كل "الأنباء التي تتحدث عن إقالات في صفوف قيادات في الجيش الوطني الجزائري، متوعدة "مروجي هذه الأخبار" بالمتابعة القانونية، ومتهمة إياهم بـ"الإساءة إلى الوطن".

إذ نشرت العديد من وسائل الإعلام في البلاد، بالإضافة إلى عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أخباراً تفيد بإقالات في صفوف القيادات المركزية والإطارات العليا بالجيش الوطني الشعبي، "بسبب خلافات داخلية".

يأتي هذا في ظل اتهامات بضلوع أطراف خارجية في هذه الأنباء، في إشارة إلى فرنسا وموالين لها، وأنباء عن "صراعات داخلية بين أبرز القيادات في الجيش".

تفنيد ووعيد

نشرت صحيفة "النهار" الجزائرية، السبت، بلاغ الجيش الوطني الجزائري، الذي "تكذب فيه جميع هذه الأنباء وتتوعد في الآن ذاته، من يروجونها بالمتابعة القضائية.

الجيش الجزائري اعتبر في البلاغ، أن "هذه الدعايات المغرضة الصادرة عن أبواق ومصالح لم تعجبها التغييرات التي باشرها رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني".

كما وصفت الأمر بأنه "محاولة يائسة لبث البلبلة وزرع الشك في صفوف الجيش الوطني الشعبي الذي سيظل الحصن المنيع الذي يحمي البلاد من كل الدسائس".

ففي الوقت الذي أكدت وزارة الدفاع الوطني، على "استنكارها بقوة هذه الممارسات الدنيئة"،  فإنها أشارت أيضاً إلى "أنها ستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة لمتابعة مروجي هذه الحملة وتقديمهم أمام العدالة لوضع حد لمثل هذه الحملات التضليلية والتحريضية للرأي العام".

من جهة أخرى، تؤكد وزارة الدفاع، حسب البلاغ، "أن كل القرارات التي تتخذ في هذا الإطار يتم التعامل معها إعلامياً بكل الشفافية المطلوبة ويتم إطلاع الرأي العام عليها في الوقت المناسب".

الجزائريون "يتهمون" فرنسا

أحدث بلاغ وزارة الدفاع الجزائري، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة على "تويتر" الذي خض بآلاف التعليقات من الجزائريين، منهم من وجه أصابع الاتهام لأطراف خارجية "لزعزعة استقرار البلاد" في إشارة إلى فرنسا، وآخرون إلى "تدافع" المصالح الداخلية.

"حميد الجزائري"، كتب تدوينة على حسابه بـ"تويتر" قال فيها: "التفوا حول الرئيس والجيش الوطني أعداؤكم يتكالبون ويحسدونكم على وطن اسمه الجزائر، فرنسا اقتصادها انهار ولا مصادر تمويل بعد سجن العصابة لذلك كثفت من تحريض أبنائها لمهاجمة الجزائر".

حساب آخر، يحمل اسم "سلاف الجزائري" فقد ذهب في نفس الاتجاه، وكتب ما يلي: "13 فبراير: تنصيب رئيس جديد… 15 أبريل: إجلاء فرنسا لرعاياها في الجزائر… لقد قالها الرئيس تبون سيدفعون الثمن، لقد مضى يا فرنسا وقت العتاب فاستعدي إذن وخذي من أبناء الشهداء الجواب".

في الجهة المقابلة، يرى العديد من الجزائريين بأن المشكلة تكمن في "محيط الجيش، إذ كتب "ميدو" قائلاً: "بهذه الثقة الشرذمة تكتسب ثقة المواطن، لذلك على الجيش ومحيطه تنظيف محيطه ليكون محصناً من الشائعات التي تطاله".

صراعات داخلية

قبل يومين من البلاغ، أي يوم الخميس 16 أبريل/نيسان 2020، كتبت صحيفة "العرب"، ومقرها لندن، بأن هناك "صراعاً للأجنحة قد يزيد من تعميق تخبط النظام الجزائري".

حسب تقرير الصحيفة فإن "سقوط الجنرال بوعزة واسيني يشكل علامة فارقة في توازنات هرم النظام لما يمثّله من قوة ونفوذ داخل المؤسسة العسكرية والهيئات المدنية".

جاء في التقرير أن "سقوط الجنرال بوعزة واسيني أكثر الجنرالات النافذين في الجزائر المفاجئ، شكل تحولاً لافتاً في هرم السلطة، قياساً بما يمثّله من قوة ونفوذ داخل المؤسسة العسكرية والهيئات المدنية".

كما عرف الرجل بكونه من أشد المعارضين للرئيس الحالي عبدالمجيد تبون، وكان من مساعدي منافسه في الانتخابات، عز الدين ميهوبي.

وعلى الرغم من سجنه، إلا أن العارفين بشؤون السلطة الجزائرية، حسب نفس الصحيفة "لا يستبعدون أن تكون التطورات الأخيرة في هرم النظام، جولة من جولات الصراع بين الأجنحة النافذة، وأن المعركة مرشحة للتمدد، قياساً بمقاومة منتظرة من طرف خلايا يكون الرجل قد زرعها في مفاصل الدولة خلال ذروة قوته، أسوة بما جرى مع جناح المدير السابق للاستخبارات الجنرال محمد مدين (توفيق)، الذي يملك خلايا محسوبة عليه إلى غاية الآن".

تحميل المزيد