عاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مجدداً، للهجوم على منظمة الصحة العالمية بعد أن اتهمها في وقت سابق، بتجاهل خطورة المرض وبث معلومات غير دقيقة، ساهمت في تفشي فيروس كورونا، بحسب الرئيس الأمريكي، الذي أعلن تجميد دعم بلاده المالي للمنظمة.
ترامب أعاد، الجمعة 17 أبريل/نيسان 2020، نشر معلومات نشرها خبير سياسي وأكاديمي أمريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهي عبارة عن 3 أسئلة وجهها الباحث بمعهد هوفر لانهي تشين، في مقال نُشر على موقع محطة فوكس الإخبارية الأمريكية، الثلاثاء.
ثلاثة أسئلة من ترامب: جاء في التغريدة التي تضمنت ثلاثة أسئلة: "لماذا تجاهلت منظمة الصحة العالمية رسالة بريد إلكتروني من مسؤولي الصحة التايوانيين في أواخر ديسمبر/كانون الأول، لتنبيههم إلى احتمال انتقال فيروس كورونا بين البشر؟".
كما تضمنت التغريدة أيضاً تساؤلاً آخر هو: "لماذا قدَّمت منظمة الصحة العالمية عديداً من الادعاءات حول فيروس كورونا وتبين أنها غير دقيقة أو مضللة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، مع انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم؟".
أما السؤال الثالث فكان يتعلق بالسبب الذي دعا منظمة الصحة العالمية إلى الانتظار طويلاً قبل اتخاذ إجراءات حاسمة.
مضمون الرسالة التي أرسلتها تايوان: في 31 ديسمبر/كانون الأول 2019، أرسلت تايوان رسالة إلكترونية تشير إلى انتقال العدوى من شخص لآخر، وهو الأمر الذي لم تؤكده الصين ومنظمة الصحة العالمية لأسابيع.
قال البريد الإلكتروني التايواني: "تشير مصادر الأخبار إلى أن ما لا يقل عن سبع حالات من حالات الالتهاب الرئوي تم الإبلاغ عنها في ووهان، الصين… ردَّت سلطاتهم الصحية على وسائل الإعلام بأن الحالات لا يُعتقد أنها سارس، ولكن العينات لا تزال قيد الفحص، وتم عزل الحالات للعلاج".
ردَّت منظمة الصحة العالمية على تايوان، هذا الأسبوع، قائلةً: "نحن على علم فقط برسالة إلكترونية واحدة لا تذكر انتقال العدوى من شخص لآخر". تم إرسال بريد إلكتروني من تايوان في اليوم نفسه الذي حذَّرت فيه الصين منظمة الصحة العالمية من المرض الغامض في ووهان.
كيف ردَّت الصين؟ قال تشاو لي جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، إنه لم يحدث مطلقاً أي تعتيم بشأن تفشي فيروس كورونا في الصين/، مضيفاً أن الحكومة لا تسمح بذلك.
جيان قال للصحفيين في إفادة يومية، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، إن مراجعة إجمالي الإصابات في ووهان، التي ظهر بها المرض لأول مرة في نهاية العام الماضي، كانت نتيجة تدقيق إحصائي لضمان الدقة، مضيفاً أن المراجعة ممارسة عالمية شائعة.
كما راجعت السلطات الصحية في ووهان، الخميس، إجمالي الوفيات وعدَّلتها بالزيادة بنسبة 50% إلى 3869 شخصاً، لتدارُك ما وصفته بالتقارير الخاطئة والتأخير في الإبلاغ عن الوفيات، وغيرها من أوجه التقصير.
بينما شكك البعض علناً، ومنهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في دقة إعلانات الصين بشأن نطاق الوباء في البلاد.
إعادة التمويل بشرط! فقد كشفت وسائل إعلام أمريكية، الجمعة، أن نواباً جمهوريين في الكونغرس الأمريكي دعوا إلى أن تكون عودة تمويل واشنطن لمنظمة الصحة العالمية مشروطةً باستقالة مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي يتهمونه بأنه "فشل" في الاستجابة لجائحة فيروس كورونا.
غير أن ذلك لا يتوافق مع التوجه العام في أغلب دول العالم التي رفضت "ابتزاز" الرئيس الأمريكي للمنظمة، خاصة في الظرفية الحالية التي تقتضي توفير جميع الإمكانات لمواجهة فيروس كورونا.
إذ عبَّر المسؤولون في كثير من الدول "الحليفة" لأمريكا، كفرنسا وألمانيا واليابان، عن رفضهم قرار ترامب تعليق الدعم المالي لمنظمة الصحة العالمية.
كما قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 16 أبريل/نيسان، إن زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أعربوا في اجتماع بوجود ترامب، الذي بقي وحيداً، عن دعمهم القوي لمنظمة الصحة العالمية بعد قطع واشنطن تمويلها.
بينما قال البيت الأبيض في بيان له عن الاجتماع، إن زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى دعوا إلى عملية مراجعة وتصحيح في منظمة الصحة العالمية، إذ تركز النقاش في الاجتماع، على عدم الشفافية، وسوء الإدارة الحاد لأزمة الوباء من جانب منظمة الصحة العالمية.