قصة أمل جديدة، أرسلها شاب تونسي إلى العالم، أصيب بفيروس كورونا، قبل أن يتعافى منه ويعود إلى أسرته بعد أن انفصل عنها لمدة أسبوعين مكافحاً وحده هذا الفيروس، على الرغم من إصابته بداء السكري.
محمد قزاح (32 عاماً)، الذي أصيب بعدوى مرض كوفيد-19 أثناء زيارة قام بها لفرنسا، قال إن أصعب ما مر به في مرضه هو أنه كافح المرض وحده، كما انضاف خوف المرض لقلق إصابته من مرض السكري، ما جعله عرضة للمضاعفات الخطيرة للمرض.
ضغط نفسي كبير
يروي هذا الشاب التونسي، الذي يشتغل كمدير شركة خدمات، في حديث له مع "رويترز"، الثلاثاء 14 أبريل/نيسان 2020، قصة أيامه الأولى مع المرض، وكيف تعرف على إصابته بهذا الفيروس الذي حير العالم.
إذ يحكي قائلاً: "في الأسبوع الأول عندما بدأت الأعراض وتم التأكيد بالنسبة للتحاليل أن جسمي حامل للفيروس، الحقيقة كان هناك ضغط نفسي كبير، لأنني كنت وحيداً في المنزل أعاني من المرض مع هذا كنت أعاني من مرض السكري درجة ثانية، إذن كان هناك هواجس نفسية تقلقني".
مضيفاً: "لأنني أعاني من مرض السكري من الدرجة الثانية كنت أستخدم الأنسولين، وجهاز المناعة الخاص بي ليس جيداً دائماً، لذا بالنسبة إلى وضعي يجب أن أكتشف حلاً لدعم جهاز المناعة الخاص بي، خاصة أن وزارة الصحة تقول دائماً أننا مع هذا الفيروس لا يمكننا أن نستعمل دواء آخر".
كما أردف قائلاً: "لذلك بحثت عن حل لتقوية جهاز المناعة، عندما بحثت وجدت العديد من الأشياء التي يمكننا استخدامها مثل الزعتر فهو من النباتات التي تقوي جهاز المناعة، هناك أيضاً إكليل الجبل، أستخدم الكثير من العسل، أوراق الكالبتوس وعصير البرتقال وشاي الأعشاب يمكن أن تشربه كلما استطعت".
محنة الأسر
معاناة كورونا، لا يتحملها المصاب بالفيروس وحده، بل إنها تصيب الأهل أيضاً، والأقرباء، هذا ما أكدته درة بن عبدالجليل، زوجته، التي تصف المعاناة اليومية مع إصابة رفيق حياتها.
تصرح درة قائلة: "كانت هذه التجربة صعبة، لأنك لا تستطيع أن تفعل أي شيء، تحتاج فقط لقول بضع كلمات لدعمه، لا يمكنك فعل أي شيء، فقط كن هناك".
كما يصف قزاح كيف استمد قوته من الأصدقاء والأهل ولجأ للإنترنت بحثاً عن علاجات لتقوية المناعة وتمسكَ بالتفاؤل والتفكير الإيجابي.
https://www.youtube.com/watch?v=ifg_3KJ6XOQ&feature=youtu.be
إذ صرح بهذا الخصوص قائلاً: "أهم شيء لهزيمة هذا المرض هو أن يكون لديك تفكير إيجابي، وروح عالية، صحيح أن هذا الفيروس مميت ولكن أول شيء هو ليس مميتاً لجميع الناس، وثانياً تجديد العزم والثقة بالله والثقة بالنفس هم نصف العلاج".
متابعاً "بقيت إيجابياً، مليئاً بالطاقة وخاصة أنني وجدت الدعم في الأسرة والأصدقاء لذلك اخترت القتال مع هذا المرض، أجريت بعض البحث لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء يمكن أن يساعدني على تقوية جهاز المناعة الخاص بي، وحصلت على الكثير من الأعشاب مثل الكالبتوس، والبرتقال وأشياء أخرى".
مريض السكري.. المستهدف الأول
على الرغم من عدم توفر أرقام محددة من ضحايا كورونا من مرضى السكري، إلا أن العديد من التقارير الصادرة عن منظمات صحية عالمية، تؤكد بأن فيروس كورونا، يهدد حياة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة بدرجة أولى.
حسب نفس التقارير، فإن مرضى السكري، يعتبرون أيضاً من بين أشد الأشخاص عرضة لخطر هذا الفيروس، وإصابتهم به تجعلهم في وضعية الخطر بفقدان حياتهم، بسبب نقص المناعة لديهم.
التهديد، راجع بالأساس إلى تأثير المرض على مستويات الغلوكوز في الدم، ومستويات إنتاج الإنسولين في الجسم، ما يعني مضاعفات إضافية على جهاز المناعة.
كما تؤدي هذه الاختلالات، إلى إضعاف القدرات الدفاعية في المناعة، ما يؤخر كذلك مدة التعافي من الفيروس.