بالرغم من اجتياحه العالم وشله الحياة الاجتماعية والاقتصادية فيه وحصده أرواح الآلاف من الناس، إلا أن فيروس كورونا أظهر جانباً مشرقاً له على سطح المعمورة.
وجه مشرق جديد، أظهره تقرير نشرته وكالة "أسوشييتد برس"، الجمعة 11 أبريل/نيسان 2020، يؤكد بأن الفيروس التاجي خفض من معدل الجريمة والأعمال غير المشروعة حول العالم.
فيما ذكرت العديد من التقارير السابقة، بأن كوكب الأرض كان المستفيد الأول من الجائحة، حيث إن الحجر الصحي والإغلاق العام الذي شهدته العديد من الدول خفف إلى حد كبير من معدل التلوث في المدن الكبرى.
نِسَب مهمة: ففي مدينة شيكاغو، إحدى أكثر المدن عنفاً في الولايات المتحدة، أورد التقرير نفسه أن عمليات الاعتقال المرتبطة بتجارة المخدرات انخفضت بنسبة 42% خلال الأسابيع التي تلت فرض الحجر الصحي في المدينة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
جوزيف لوبيز، المحامي الجنائي في شيكاغو، صرح للوكالة قائلاً: "يصلني أنهم (تجار المخدرات) غير قادرين على التحرك، لبيع أي شيء في أي مكان".
موضحاً أن معدل الجريمة بشكل عام في شيكاغو انخفض بنسبة 10%، منذ أن ضرب الوباء البلاد، لافتة أنه معدل لا يستهان به.
أمريكا اللاتينية: قالت الوكالة أيضاً إن معدلات الجريمة في أمريكا اللاتينية تراجعت إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود.
هذا الأمر، أكده إدوارد بيردومو، وهو عامل بناء (47 عاماً) من السلفادور، إذ صرح للوكالة قائلاً: "حوادث القتل انخفضت، ولم تعد العصابات تضايق الناس كثيراً، أعتقد أنهم خائفون من انتقال الفيروس إليهم، لهذا لا يخرجون".
خلال الشهر الماضي، سجلت السلفادور متوسط قتيلين يومياً، بانخفاض من ذروة كانت تبلغ 600 حادثة قتل يومياً في بعض الشهور في السنوات السابقة، بحسب الوكالة نفسها.
الأمر نفسه في البيرو، التي تراجعت فيها معدلات الجريمة بنسبة 84٪، خلال الشهر الماضي.
راول غونزاليز، حانوتي من العاصمة ليما، الذي كان يأتيه يومياً 15 جثة، معظمهما مرتبطة بجرائم قتل، قال إنه في هذه الأيام لم يعد هناك تقريباً أية حوادث قتل أو حوادث مرور.
فيما يرجع محللون وخبراء إحصاء وطنيون الانخفاض الكبير في معدل الجريمة، إلى السياسيات الأمنية الصارمة والقيود على الحركة والمدن بين العصابات في ظل كورونا.
إفريقيا: أما في دولة جنوب إفريقيا، أعلنت شرطة البلاد عن انخفاض مذهل بمعدل الجريمة خلال الأسبوع الأول من إجراءات الإغلاق.
وزير الشرطة بيكي سيلي، صرح بأن حالات الاغتصاب انخفضت من 700 إلى 101 خلال نفس الفترة من العام الماضي.
ملفتاً بأن حالات الاعتداء الجسيمة تراجعت من 2673 إلى 456، فيما انخفضت جرائم القتل من 326 إلى 94.
وحتى ظهر السبت، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم المليون و710 آلاف، توفي منهم أكثر من 103 آلاف، فيما تعافى أكثر من 382 ألفاً.