ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 6 أبريل/نيسان، أن روسيا تنظم بروفات استعراض عيد النصر الموافق 9 مايو/أيار، رغم أزمة انتشار فيروس كورونا؛ إذ يعارض الكرملين فكرة إلغاء فعاليات عطلة قومية ذات أهمية سياسية كبرى.
يفترض وفق صحيفة The Guardian البريطانية أن يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدداً من القادة الآخرين من حول العالم، ليشهدوا عرضاً عسكرياً لإحياء الذكرى الـ75 لنهاية الحرب العالمية الثانية. ويعد هذا الحدث معلماً تاريخياً بالنسبة لروسيا وفرصة مرغوبة لالتقاط الصور لادّعاء عودة ظهور بوتين من عزلته السياسية في الغرب.
لكن نظراً إلى أن 12 مليون شخص من سكان موسكو محتجزون داخل شققهم، وأن جائحة عالمية تنذر بالبقاء لمدة في العزل الذاتي، أثارت تحضيرات الاستعراض مخاوف في روسيا.
عرض مقطع فيديو مسرب 15 ألف جندي مصطفين في ساحة استعراض خارج موسكو، حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية إنها تنظم بروفات من أجل الحدث، وكان أحدثها في 1 أبريل/نيسان.
أحد الأشخاص قال في مقطع الفيديو الذي التقط دون الكشف عن هوية صاحبه: "كم عدد الأشخاص هناك، 15 ألفاً؟ يا له من هراء، ويقولون لا يجب أن يتجمع أكثر من 50 شخصاً في مكان واحد. وبدون أي أقنعة واقية لعينة".
التُقطت كذلك صور الدبابة المعاد تحديثها تي-34 وهي تشارك في مناورات الاستعراض في ساحات منطقة ألابينو، حيث قالت السلطات إنها شيدت نموذجاً للساحة الحمراء.
المدعي العام الروسي استنكر نشر موقع إخباري عن أن العرض العسكري قد يُلغى في إحدى المناطق الروسية بسبب فيروس كورونا، قائلاً إن المقال انتهك التشريعات المتعلقة بنشر الأخبار الزائفة.
" تاريخ مقدس للملايين والملايين في روسيا"
حساب تابع لوزارة الخارجية على موقع تويتر قال: "التاسع من مايو/أيار هو تاريخ مقدس للملايين والملايين في روسيا وبلاد رابطة الدول المستقلة. من المقرر عقد استعراض عيد النصر، (اتخذت التدابير الصحية) وسوف نزحف إلى الساحة الحمراء".
زعيم المعارضة، أليكسي نافالاني، انتقد ما وصفه بـ "حماقة" وزير الدفاع، سيرجي شويغو، للمضي قدماً في تنفيذ البروفات، قائلاً إن حشود الجنود تمثل "تربة خصبة" محتملة لفيروس كورونا.
بدورها قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تتخذ التدابير الوقائية لضمان سلامة الجنود، بما في ذلك الفحص المنتظم لدرجات الحرارة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف: "جميع أعضاء البروفات تشتعل رغباتهم للمشاركة في هذا الحدث التاريخي ويتدربون بكل قوة".
أحدث الفيروس دماراً في موسم سياسي مهم في روسيا. فقد أرجأ بوتين فعلياً تصويتاً شعبياً رمزياً على تعديلات دستورية كانت ستسمح له بالترشح لولايتين رئاسيتين أخريين، ويحتمل أن يظل في الحكم حتى عام 2036. وألغي كذلك منتدى أعمال رئيسياً كان من المقرر عقده في شهر يونيو/حزيران بمدينة سانت بطرسبرغ.
يمثل عيد النصر أهم الأحداث العامة الباقية في الأجندة الروسية. فيما تجاهل قادة الغرب الاستعراض العسكري المصاحب لهذا اليوم منذ عام 2014، بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم. إضافة إلى أن تدخل روسيا المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال في مدينة ساليسبري البريطانية عام 2018، تسببا في تراجع العلاقات مع الغرب.
مع ذلك، سعى الكرملين إلى الاستفادة من ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية لجذب القادة الأجانب إلى موسكو مرة أخرى. وافق ماكرون، الذي أبدى حماسة لإعادة بناء العلاقات، على حضور الاستعراض، وهو ما أعرب عنه أيضاً رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ومستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين.
غير أنه في ظل حالات الوفاة بسبب فيروس كورونا في فرنسا، التي وصلت إلى 7500 وفاة، يبدو أنه من غير المرجح حضور ماكرون. وذكرت وسائل إعلام يابانية كذلك أن آبي لا يخطط للذهاب إلى روسيا.
الكرملين قال إنهم سوف يكونون متفهمين إذا اختار القادة الأجانب عدم الحضور، وأوضحوا أنهم ينظرون إلى "مجموعة واسعة من الخيارات" لما سوف يفعلونه، ولكن حتى الآن يخطط الكرملين للمضي قدماً في إقامة العرض العسكري. وذكرت الصحيفة الروسية التجارية RBC إن الكرملين يفكر في صمت حول ما إذا كانوا سيعقدون العرض العسكري بدون مشاهدين أم سيؤجلون الحدث حتى شهر أغسطس/آب.