تستمر مخازن شركة أمازون في كافة أنحاء البلاد في العمل رغم البلاغات المتزايدة عن حالات إصابة مؤكدة بفيروسات كورونا بين موظفيها. وقد بدأت بعض مخازن أمازون في إخضاع موظفيها لفحوصات يومية لدرجات الحرارة، أملاً في الحد من انتشار العدوى في منشآتها، لكن العديد من الموظفين المستبعدين ستُخفض أجورهم إلى النصف.
فإذا كان الموظف يعاني من حمى بدرجة حرارة 100.4 فهرنهايت (38 مئوية) أو أعلى، فسيُطلب منه العودة إلى منزله. ووفقاً للسياسة الجديدة، سيُطلب من الموظف حسب موقع Business insider الأمريكي البقاء في المنزل حتى تنتهي الحمى لفترة 72 ساعة على الأقل، دون استخدام أدوية مخففة لأعراض الحمى.
بيان نشرته الشركة على موقعها الإلكتروني قال إن أمازون شرعت في تنفيذ اختبارات درجة الحرارة في مواقع معينة منتشرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة منذ 29 مارس/آذار.
أبطال أزمة كوفيد-19
جاء في البيان أن: "شركاء أمازون العاملون في شبكة العمليات ومراكز البيانات لدينا هم من أبطال أزمة كوفيد-19. وبالنسبة إلينا، فما من شيء أهم من التأكد من أننا نحمي صحة فرقنا، ونعمل على مدار الساعة منذ الأيام الأولى من تفشي المرض على إدخال تغييرات على عملياتنا والحصول على الإمدادات اللازمة لذلك".
وفقاً لعدة مصادر لم ترغب الكشف عن هويتها خوفاً من العقاب، فقد أجرت منشآت في ولايات كنتاكي وتكساس وأريزونا وبنسلفانيا فحصاً لدرجات حرارة الموظفين قبل نوبات العمل.
أمازون قالت: "نتحقق الآن من درجة حرارة أكثر من 100 ألف موظف يومياً. ومن المتوقع أن تغطي فحوصات درجة الحرارة شبكة عملياتنا الأمريكية والأوروبية بأكملها ومتاجر سوق الأطعمة الكاملة بحلول أوائل الأسبوع المقبل، وعندها سنجري الفحوصات لمئات الآلاف من الأشخاص يومياً".
رغم استبعادهم من العمل، ستدفع أمازون للموظفين -الذي يكشف الاختبار إصابتهم بحمى- أجراً يصل حتى 5 ساعات عن كل نوبة فوتوها فحسب، وفقاً لأحد العاملين في أحد المخازن.
رغم عدم استجابة أمازون على الفور لطلبات التعليق أو التأكيد، فقد تمكن موقع Business Insider الأمريكي من تأكيد تطبيق هذه السياسة من خلال تسجيل صوتي لمحادثة مع أحد أفراد قسم الموارد البشرية بأمازون.
ضربة مدمرة بالنسبة للعديد من موظفي المستودعات
يمكن أن تكون هذه السياسة الجديدة ضربة مدمرة بالنسبة للعديد من موظفي المستودعات الذين يعملون في أمازون. إذ أظهرت بيانات نُشرت سابقاً أن العديد من موظفيها يعتمدون على برامج المساعدة الحكومية. ففي أريزونا، اعتمد واحد من كل ثلاثة من موظفي أمازون على كوبونات الطعام أو عاش مع شخص يتلقى مساعدة حكومية.
بالنسبة لأحد عمَّال أمازون الذين يعملون في نوبات مكوَّنة من 10 ساعات في مستودع مدينة فينيكس بولاية أريزونا، تعني هذه السياسة الجديدة تخفيض أجره بنسبة 50%.
صرَّح العامل للموقع بالقول: "إذا اضُطررت للبقاء في المنزل لمدة ثلاثة أيام مثلما أخبرتني الشركة، فسأخسر 50% من أجري، أي 255 دولاراً".
أكد أيضاً أن هذا مبلغ لا يبدو كبيراً" لكن البعض منا يعيش على حد الكفاف بهذا الراتب"، مضيفاً أنه نظراً لوجود العديد من مواقع منشآت أمازون بالقرب من المناطق الحضرية الكبرى، لا تغطي كثير من رواتب الموظفين حاجاتهم الأساسية.
تأتي السياسة الجديدة بعد مطالبة قوية من عمَّال أمازون في جميع أنحاء البلاد لأن يقدم عملاق التجارة الإلكترونية إجراءات إضافية لحماية موظفيه فيما يواصلون العمل وسط تفشي فيروس كورونا، إذ اشتكى العمال من أنه من المستحيل تنفيذ قواعد التباعد الاجتماعي في مستودعاتهم، وقال كثيرون إنهم يخشون على سلامتهم.