تبادلت المملكة العربية السعودية، وروسيا، الاتهامات حول المسؤولية عن انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، ومن بادر منذ البداية بالانسحاب من اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ونفت الرياض صحة تصريحات للرئيس الروسي قال فيها إن المملكة هي من انسحبت من الاتفاقية.
تفاصيل أكثر: الرياض ردّت السبت، 4 أبريل/نيسان 2020، عبر وزيري الطاقة والخارجية، على التصريحات الروسية، واتهمت في ذات الوقت موسكو بلعب دور في تراجع أسعار النفط.
وكالة الأنباء السعودية (واس) نقلت عن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، قوله إن ما ذكرته وسائل إعلام من تصريح منسوب لبوتين، والذي يتحدث فيه عن أن من أسباب انخفاض أسعار النفط "انسحاب السعودية من صفقة أوبك، وتخطيطها للتخلص من منتجي النفط الصخري"، "عار من الصحة جملة وتفصيلاً ولا يمت للحقيقية بصلة".
أضاف الوزير أن روسيا "هي من خرجت من الاتفاق، بينما المملكة و22 دولة أخرى كانت تحاول إقناع روسيا بإجراء المزيد من التخفيضات وتمديد الاتفاق، إلا أن روسيا لم توافق على ذلك".
كان مقترح (أوبك) للبلدان الأعضاء في المنظمة ينص على تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية 2020، بحجم خفض كلي 3.2 مليون برميل يومياً.
الوزير بن فرحان أشار في تصريحاته أيضاً إلى أن بلاده "تسعى للوصول إلى المزيد من التخفيضات وتحقيق توازن السوق"، ونقلت "واس" عنه القول إنه أبدى "استغراباً من تزييف الحقائق".
في سياق متصل، نفى أيضاً وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، صحة ما ورد في تصريح لنظيره الروسي، ألكسندر نوفاك، يوم الجمعة 3 أبريل/نيسان 2020، عن "رفض السعودية تمديد اتفاق أوبك وانسحابها منه، إلى جانب خطواتها الأخرى التي أثرت سلباً على السوق البترولية".
الوزير السعودي قال إن ما ذكرته روسيا "غير صحيح ومنافٍ للحقيقة جملة وتفصيلاً"، كما اتهم بن عبدالعزيز نظيره الروسي، وقال إنه "هو المبادِر بالخروج للإعلام والتصريح بأن الدول في حل من التزاماتها اعتباراً من الأول من أبريل، ما أدى إلى زيادة الدول في إنتاجها لمقابلة انخفاض الأسعار لتعويض النقص في الإيرادات".
الصورة الكبيرة: تأتي التصريحات السعودية بعدما قال الرئيس الروسي بوتين، الجمعة، إن "روسيا مستعدة لتخفيضات عميقة في إنتاج النفط مع الولايات المتحدة وأوبك"، لكنه ألقى باللوم بشكل مباشر على السعودية في انهيار أسعار الخام.
كان بوتين قد اقترح خفضاً إجمالياً لإنتاج النفط بحوالي 10 ملايين برميل يومياً، أو نحو 10% من الإنتاج العالمي، وقال: "مما يؤسف له أن شركاءنا من السعودية لم يوافقوا على تمديد الاتفاق بشروطه الحالية، وانسحبوا فعلياً من الاتفاق، وأعلنوا عن خصومات إضافية كبيرة لنفطهم، هذا يحدث في وقت يشهد هبوطاً حاداً في الطلب كان له تأثير إضافي على انخفاض أسعار النفط، وما زال يستمر في التأثير على الوضع في السوق".
تسبب الخلاف السعودي الروسي في تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في 18 عاماً، وتراجع الطلب على النفط بشكل كبير بسبب هذا الخلاف، وأيضاً تفشي فيروس كورونا.
أدى هبوط الطلب بالإضافة إلى زيادة المعروض الناجم عن حرب الأسعار إلى هبوط أسعار التعاقدات الآجلة للنفط الأمريكي 54%.
الموقف الأمريكي: كانت تقارير صحفية قد ذكرت أن أمريكا تتفاوض مع الروس والسعوديين للتوصل إلى اتفاق لخفض إنتاج النفط، لكن وكالة رويترز نقلت عن مصدر -لم تذكر اسمه- السبت، قوله إن "وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت قال إن البيت الأبيض لا يتفاوض مع السعودية أو روسيا".
المصدر نقل عن برويليت قوله أيضاً إن "البيت الأبيض يشجع روسيا والسعودية على التوصل لاتفاق"، مضيفاً أن "ترامب متفائل بأن بالإمكان التوصل لاتفاق خلال بضعة أيام".
كذلك نقل المصدر عن مسؤولي البيت الأبيض قولهم إن "ترامب طلب من وزيري الطاقة والخزانة إيجاد سبل تحسين السيولة لقطاع النفط بشكل فوري، وقد يتضمن ذلك تخفيف المعايير المصرفية لتوفير ائتمانات أكبر لشركات النفط".
في المقابل ذكرت مصادر في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، أن الأخيرة تريد خفض الولايات المتحدة إنتاجها من أجل أن تخفض المنظمة إنتاجها.