وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، في أزمة داخلية حقيقية، مع عدد من حلفائه الجمهوريين، كما عرض السعودية لضغوطات أمريكية كبيرة، وذلك بعد أن نفى بشكل قاطع ما وصفها بـ "المزاعم" المرتبطة بحرب النفط التجارية الدائرة حالياً، والتي هوت بأسعار النفط لأرقام قياسية.
وكان ترامب قد لجأ إلى تويتر يوم الخميس الثاني من أبريل/نيسان، ليزعم أنّ روسيا والسعودية توافقتا على تسويةٍ لإنهاء حرب النفط الجارية، بعد مداولات بين الرئيس فلاديمير بوتين وولي العهد محمد بن سلمان.
نفي روسي وصمت سعودي
غرّد ترامب، في التدوينة نفسها قائلاً إنّه تحدّث إلى "صديقه" -الأمير محمد- وإنّه يتوقّع "أن يخفضوا إنتاجهم بمقدار 10 ملايين برميل تقريباً، وربما يخفضون الإنتاج أكثر من ذلك بكثير، وهو أمرٌ سيكون رائعاً لصناعة النفط والغاز في حال حدوثه!".
غير أن روسيا، نفت التوصّل إلى اتّفاق أو حتى فكرة إجراء مكالمة بين بوتين وولي العهد، إذ قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، إن الأخير لم يجر أي محادثة مع ولي العهد، مشيراً إلى عدم وجود خطط لإجراء أي محادثات "حتى الآن".
من جهتها، اختارت السفارة السعودية في واشنطن الصمت بهذا الخصوص، بعد أن رفضت الرد على طلب التعليق على سؤال صحيفة Al-Monitor الأمريكية.
ضغوطات رهيبة على الرياض
تعرّض ترامب لضغوطات كبيرة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في الولايات الغنية بالنفط، الذين تأثّروا بشدة من حرب الأسعار بين روسيا والسعودية، مما أسفر عن تسريح الكثير من العمال على نطاقٍ واسع تفاقم بسبب جائحة كورونا.
وقام السيناتور كيفن كرامر (الجمهوري من ولاية داكوتا الشمالية) بتشكيل ائتلاف من الجمهوريين الموالين للسعودية سابقاً من أجل الضغط على الرياض، عن طريق التهديد بقطع الدعم العسكري الأمريكي للمملكة.
من جانبه، تعهد رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، جيمس إنهوف (الجمهوري من ولاية أوكلاهوما)، وغيره من المُتشدّدين ضد إيران، بالتوقف عن مُعارضة التشريعات المُناهضة للسعودية في كابيتول هيل، التي تستهدف المملكة بسبب حرب اليمن وقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقال إنهوف في تصريحه للصحيفة الأمريكية إن "قيادة الرئيس هنا لم تستخدم أدواتنا الإضافية، التي تشمل فتح تحقيقات القسم 232 (المتعلّق بالتعريفات الجمركية) من قانون التوسّع التجاري لعام 1962، وذلك في حال لم تمتثل السعودية وروسيا للاتفاقية".
وحث المتحدث ذاته إدارة ترامب على فرض تعريفات جمركية على النفط الروسي والسعودي لإغراقهما سوق الطاقة.
السعودية تستجيب
وذكر إنهوف أيضاً، في نفس التصريحات، بأنه قام بالتحدث إلى السفير السعودي في الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر، بهذا الخصوص.
ووفقاً لنفس المتحدث فإنّ الأميرة ريما "أكّدت أنّ السعودية دعت إلى اجتماعٍ لمنظمة أوبك، من أجل التفاوض على حلٍ لأزمة إنتاج النفط العالمية وإحلال الاستقرار في سوق النفط العالمي".
وتتزامن دعوة الرياض لعقد اجتماع طارئ لمنظمة أوبك وروسيا ومنتجي نفط آخرين لتحقيق التوازن في سوق النفط، بتوقعات أمريكية بخفض السعودية وروسيا لانتجاهما بنسبة 15%.
كما أدى إعلان الرياض عن هذه الخطوة، إلى ارتفاع أسعار النفط، منذ أمس الخميس بحوالي 30%.