عزَّزت السلطات الأمريكية الحماية الأمنية لأنطوني فاوتشي، أبرز أعضاء الفريق الحكومي الأمريكي لمكافحة وباء فيروس كورونا المستجد، وذلك عقب تلقيه تهديدات لمناقضته رؤية الرئيس دونالد ترامب وتفسيراته المبهمة حول هذه الأزمة.
وكالة الأنباء الفرنسية التي أوردت الخبر قالت إن وكالة "مارشال" الفيدرالية الأمريكية التابعة لوزارة العدل أكدت، الخميس 2 أبريل/نيسان 2020، منح حماية أمنية خاصة لخبير الأمراض المعدية الذي بات يحظى بمكانة كبيرة لدى الأمريكيين.
"عميل للدولة العميقة"
يقف فاوتشي الذي يتولى إدارة المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الحكومي إلى جانب ترامب خلال إطلالاته اليومية من البيت الأبيض لإطلاع الأمريكيين على مستجدات مكافحة الفيروس.
كما حظي فاوتشي بسمعة طيبة؛ لأنه قدم معلومات واضحة وصريحة تستند إلى حقائق حول الجائحة التي أودت بحياة 5.100 أمريكي حتى الآن.
لكن الطبيب، البالغ من العمر 79 عاماً، تعرَّض للهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي من قِبَل المحافظين بعد مخالفته آراء أكدها ترامب حول الفيروس، خاصة بعد أن عارض فاوتشي بشكل علني خطة ترامب التي سقطت لاحقاً لتخفيف قيود الإغلاق بحلول 14 أبريل/نيسان، مقللاً من أهمية الترويج لعقاقير مضادة للملاريا، مثل هايدروكسي كلوروكين والكلوروكين باعتبارها علاجاً لفيروس كورونا.
كما اتهم أنصار ترامب فاوتشي بأنه عميل لـ "الدولة العميقة" التي تحاول تقويض إدارة الرئيس. لكن فاوتشي تجاهل أسئلة حول أمنه في وقت مبكر الخميس. واعتبر في تصريح لشبكة "سي بي إس نيوز" أن هذا "حقاً نوع من الجنون. نحاول ألا نعير اهتمامنا لهذه الأمور ونركز فقط على المسؤولية والوظيفة التي لدينا. هذا هو الشيء الأهم".
الخبر الأمريكي "لا يكثرت" للتهديدات
من جهته، هوَّن خبير الأمراض المعدية الذي يتصدر مواجهة الولايات المتحدة لتفشِّي فيروس كورونا، من تقارير عن تهديدات لسلامته الشخصية قائلاً إنه يشعر بالأمان ويركز على القيام بعمله.
فاوتشي قال رداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالأمان في برنامج "توداي" على شبكة "إن.بي.سي": "نعم". وأضاف: "هذه الحياة اختياري وأنا أعرف ما هي. فيها أشياء قد تكون مزعجة في بعض الأحيان… لكننا فقط نركز على العمل الذي نقوم به ونضع كل ما عاداه جانباً ونحاول قدر الإمكان ألا ننتبه لهذه الأشياء".
كما قال: "أمامنا حقيقة مهمة صعبة للغاية"، مشيراً إلى التفشِّي السريع لجائحة فيروس كورونا التي تهدد مئات الألوف، وقال: "كل ما عدا ذلك ثانوي".