خلُص مجتمع الاستخبارات الأمريكية في تقرير سري قدمته للبيت الأبيض إلى أن الصين أخفت مدى تفشي فيروس كورونا المستجد في بلادها، وأن إجمالي حالات الوفيات المعلن عنها أقل بكثير من العدد الحقيقي.
التقرير السري نشرته صحيفة بلومبيرغ، الخميس 2 أبريل/نيسان 2020، نقلاً عن مسؤولين رفضوا الكشف عن هوياتهم أو عن تفاصيل أكثر حول محتوى التقرير لسريته.
مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي دعّم في لقاء على شبكة "سي إن إن"، الأربعاء 1 أبريل/نيسان 2020، هذه الاتهامات بقوله: "الحقيقة هي أنه كان بإمكاننا أن نكون أفضل حالاً لو كانت الصين أكثر استعداداً"، وأضاف: "ما يبدو واضحاً الآن هو أنه قبل وقت طويل من علم العالم في كانون الأول (ديسمبر) أن الصين كانت تتعامل مع هذا، وربما قبل شهر من ذلك، إن التفشي كان حقيقياً في الصين".
السيناتور الجمهوري بن ساس، قال في بيان تعقيباً على تقرير "بلومبيرغ": "إن الادعاء بأن الولايات المتحدة لديها عدد أكبر من الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا أكثر من الصين هو ادعاء كاذب".
السيناتور الأمريكي أكد أنه ليس بحاجة لتقارير لإثبات ذلك، وأضاف: "من دون التعليق على أي معلومات سرية، هذا واضح بشكل مؤلم للغاية: لقد كذب الحزب الشيوعي الصيني، يكذب، وسيستمر في الكذب حول فيروسات التاجية لحماية النظام".
ديبورا بيركس، أخصائية المناعة في وزارة الخارجية الأمريكية أكدت في مؤتمر صحفي، الثلاثاء 31 مارس/آذار 2020: "أن التقارير العامة في الصين أثرت على الافتراضات في أماكن أخرى من العالم حول طبيعة الفيروس".
دول تقدم تقارير علنية مغشوشة
الصين ليست الدولة الوحيدة المتهمة بعدم الشفافية في نشر المعلومات حول فيروس كورونا الجديد، صحيفة بلومبيرغ نقلت عن مسؤولين غربيين تخوّفهم من حقيقة أن دولاً في العالم لا تنشر حقيقة أرقامها من المصابين بالمرض المستجد.
المسؤولون أشاروا إلى دول عربية بين هذه الدول، أهمها السعودية ومصر، إلى جانب إيران وروسيا وإندونيسيا وكوريا الشمالية.
وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو حثّ علناً الصين والدول الأخرى على أن تكون شفافة بشأن تفشيها.
بومبيو قال في مؤتمر صحفي الثلاثاء: "هذه البيانات مهمة لتطوير العلاجات الطبية وإجراءات الصحة العامة لمكافحة الفيروس، وأضاف: "حتى نتمكن من إنقاذ الأرواح يعتمد على القدرة على الثقة والمعلومات حول ما حدث بالفعل".
وقد اتُّهمت الصين مراراً بالتغطية على حجم المشكلة وبطء تبادل المعلومات، خاصة في الأسابيع التي تلت ظهور الفيروس لأول مرة، وحجب عروض المساعدة من الخبراء الأمريكيين.
رفض صيني
ومع أن بلومبيرغ لم تتلقَّ تعليقاً طلبته من السفارة الصينية بواشنطن، إلا أن الرد جاء من
وزارة الخارجية الصينية الخميس 2 أبريل/نيسان 2020.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ قالت خلال إفادة صحفية يومية،
الخميس، إن المسؤولين الأمريكيين يدلون بتعليقات "وقحة" تلقي بظلال من الشك على تقارير الصين عن حالات الإصابة بفيروسات كورونا في البلاد.
المتحدثة أكدت أن الصين تصرفت بطريقة منفتحة وشفافة بشأن تفشي الفيروس الذي بدأ في البلاد أواخر عام 2019.
هو شي جين، رئيس تحرير صحيفة جلوبال تايمز الصينية التي تديرها الدولة، قال عبر حسابه على منصة الإعلام الاجتماعي الصينية "ويبو"، إن "استنتاج مجتمع الاستخبارات الأمريكية هو محاولة لتحويل الانتباه عن ارتفاع عدد الوفيات في الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى".
"لا توجد طريقة لتزوير البيانات الجادة في الصين اليوم"، يقول جين، كل ما في الأمر "أن الصين تمكنت من تقليص عدد القتلى في مقاطعة هوبي التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة العام الماضي، عن طريق حشد الطواقم الطبية والمعدات من كافة مناطق البلاد وإرسالها إلى منطقة الوباء".