قفزت أسعار النفط أكثر من 30%، في طريقها إلى أكبر مكسب ليوم واحد على الإطلاق، على خلفية تقارير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتوقع أن يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي عن خفض إنتاجي بين عشرة ملايين و15 مليون برميل.
إذ ارتفعت، الخميس 2 أبريل/نيسان 2020، العقود الآجلة لخام برنت 8.04 دولار، بما يوازي 33% إلى 32.78 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 6.62 دولار، أو 33% إلى 26.93 دولار.
ترامب يتباحث ملف النفط مع محمد بن سلمان
في وقت سابق الخميس، قال الرئيس الأمريكي، إنه تحدث إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وإنه يتوقع أن تخفض السعودية وروسيا إنتاج النفط نحو عشرة ملايين برميل، حيث أبدى كلا البلدين استعداده لإبرام اتفاق.
كتب ترامب "تحدثت للتو مع صديقي (ولي العهد) السعودي، الذي تحدث إلى الرئيس الروسي بوتين، وأتوقع وآمل أن يخفضا الإنتاج حوالي عشرة ملايين برميل، وربما أكثر بكثير، وهو ما إذا حدث سيكون شيئاً عظيماً لصناعة النفط والغاز!".
كما قالت وكالة الأنباء السعودية إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحث بالهاتف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، أسواق الطاقة العالمية. جاءت المكالمة بعد أن دعت الولايات المتحدة كبار أعضاء منظمة أوبك للعودة إلى المفاوضات.
السعودية دعت إلى اجتماع نفطي طارئ
من جهة أخرى، أوردت وكالة الأنباء السعودية، أن المملكة دعت، الخميس، إلى عقد اجتماع طارئ لمنتجي النفط من أوبك وخارجها، بهدف التوصل إلى اتفاق نفطي عادل لجلب الاستقرار إلى سوق الخام.
فيما كشف صحفي في وول ستريت جورنال على تويتر، نقلاً عن مصادر، أن السعودية تدرس خفض إنتاج النفط إلى أقل من 9 ملايين ب/ي، إذا انضم آخرون للجهود.
في المقابل قالت مصادر في أوبك إنه لا توجد ترتيبات بعدُ لعقد اجتماع بين منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجين من خارجها، وذلك بعد أن دعت السعودية إلى محادثات عاجلة بشأن سوق النفط. وأبلغ أحد المصادر رويترز عندما سئل عن الترتيب لاجتماع: "لا أعرف. قرأت عناوين الأخبار للتو".
روسيا لا تستبعد العودة إلى محادثات النفط مع الرياض
قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الخميس، إن موسكو قد تعود إلى مفاوضات النفط مع السعودية، بعد انهيار محادثات الشهر الماضي، وهو ما دفع مع انتشار فيروس كورونا المستجد أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها في 18 عاماً.
كا أضاف، متحدثاً إلى إذاعة صدى موسكو، أن روسيا ستواصل المباحثات مع الولايات المتحدة بخصوص أسواق النفط. وقال عندما سئل عن إمكانية استئناف المحادثات مع السعودية "هذا أحد الخيارات ونحن لا نستبعده".
تراجعت أسعار النفط نحو 70% عن يناير/كانون الثاني، في حين عصفت إغلاقات عامة بسبب فيروس كورونا بالطلب، في الوقت الذي شرعت فيه السعودية وروسيا بإغراق السوق بالمعروض، في معركة على الحصص السوقية، عقب انهيار اتفاقهما لتقييد الإمدادات.
يوم الثلاثاء، تحدّث وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت مع نوفاك بخصوص تهاوي الأسعار، واتّفقا على إجراء مباحثات بمشاركة كبار منتجي النفط الآخرين ومستهلكيه.
جرت المكالمة بعد يوم من اتفاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي، على أن يبحث كبار مسؤولي الطاقة لكلا البلدين اضطرابات أسواق النفط العالمية.
إذ قال نوفاك: "اتفقنا أن نبقى على اتصال، وأن نعمل من أجل إجراءات مشتركة، وهو ما سيُسهل جلب الاستقرار إلى السوق في المستقبل القريب جداً".