أوردت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم الاجتماع بالمسؤولين التنفيذيين لشركات النفط، يوم الجمعة 3 أبريل/نيسان 2020؛ لبحث تقديم مساعدة محتملة للقطاع، تشمل إمكانية فرض رسوم على واردات الخام من السعودية.
كما قالت الصحيفة، الأربعاء 1 أبريل/نيسان 2020، إن الاجتماع سينعقد في البيت الأبيض وسيحضره ممثلون عن إكسون موبيل وشيفرون وأوكسيدنتال بتروليوم.
ما كشفته الصحيفة يأتي بعد ساعات من محادثات نادرة أجراها وزيرا الطاقة الأمريكي والروسي بخصوص النفط، بعد انهيار أسعار الخام إلى مستويات لم يشهدها العالم منذ نحو 20 عاماً، في حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن النفط الأرخص "من الماء" يضر بالصناعة.
انهيار أسعار النفط يجمع روسيا وأمريكا
إذ نزلت أسعار النفط نحو 70 بالمئة في يناير/كانون الثاني، بسبب تراجع الطلب الناجم عن إجراءات العزل العام الرامية إلى احتواء فيروس كورونا وإغراق السعودية وروسيا للسوق، في سباق من أجل الحصص السوقية، بعد انهيار اتفاقهما لكبح الإمدادات.
تحدث وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت مع نظيره الروسي ألكسندر نوفاك بالهاتف، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، عن تدهور الأسعار، واتفقا على إجراء مباحثات في المستقبل بمشاركة غيرهم من كبار منتجي ومستهلكي النفط في العالم.
جاء الاتصال بعد يوم من اتفاق ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مكالمة هاتفية، على أن يناقش الوزيران الاضطراب الحاصل في أسواق النفط العالمية.
إذ قال ترامب، الثلاثاء 31 مارس/آذار، إنه سينضم إلى السعودية وروسيا إذا تطلّب الأمر، لإجراء محادثات بشأن تراجع أسعار النفط، التي ستؤدي عند مستوياتها الحالية إلى تكاليف إنتاج أعلى، خاصة للنفط الصخري الأمريكي.
كما نزل النفط، الأربعاء، صوب 25 دولاراً للبرميل بعدما لامس أدنى مستوى له في 18 عاماً.
قال ترامب: "هناك قدر كبير جداً من النفط، وفي بعض الحالات قد يكون أقل قيمة من الماء. في بعض المناطق بالعالم يكون الماء أعلى قيمة بكثير. لم نشهد شيئاً كهذا مطلقاً".
دبلوماسية نفطية
المحادثات بين واشنطن وموسكو منعطف جديد في الدبلوماسية النفطية منذ انهيار اتفاق خفض الإنتاج بين أوبك ومنتجين آخرين بينهم روسيا، هذا الشهر.
قالت شايلين هاينس المتحدثة باسم وزارة الطاقة الأمريكية، إن الوزيرين أجريا "محادثات بنّاءة بشأن الاضطرابات الراهنة في أسواق النفط العالمية".
كما أضافت: "بحث الوزير برويليت والوزير نوفاك تطورات سوق الطاقة، واتفقا على مواصلة الحوار بين كبار منتجي الطاقة ومستهلكيها، وضمن ذلك عبر مجموعة العشرين، للتعامل مع هذه الفترة غير المسبوقة من اضطراب الاقتصاد العالمي".
بينما قالت وزارة الطاقة الروسية، الأربعاء، إن الوزيرين "أشارا" إلى أن هبوط الطلب وتخمة المعروض أسفرا عن ظهور مخاطر على استقرار الإمدادات للأسواق.
تحاول إدارة ترامب إقناع السعودية، أكبر مصدّر للنفط، بخفض إنتاج الخام. وسترسل قريباً مبعوثة خاصة لشؤون الطاقة إلى المملكة، هي فيكتوريا كوتس.
في حين قال الكرملين إن روسيا والسعودية لا تجريان محادثات بشأن سوق النفط في الوقت الراهن، وإن الرئيس فلاديمير بوتين لا ينوي حالياً التحدث هاتفياً مع القيادة السعودية. لكنه أضاف أن مثل تلك المحادثات قد يجري الإعداد لها سريعاً إذا اقتضت الضرورة.