صعدت أسعار النفط الخام في تعاملات الثلاثاء، 31 مارس/آذار 2020، مدفوعة بالإعلان عن اتصال هاتفي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبحث مستقبل أسعار الخام، وذلك بعدما شهدت أسعار النفط تراجعاً إلى أدنى مستوى لها منذ 18 عاماً.
تفاصيل أكثر: ترامب في لقاء متلفز مساء الإثنين، قال إنه ناقش مع بوتين استعادة الاستقرار لسوق النفط، مضيفاً: "لم أكن أتوقع أن أطلب يوماً زيادة أسعار النفط، السعر الحالي منخفض للغاية".
بحلول الساعة (06:33 بتوقيت غرينتش) صعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي، مزيج برنت، تسليم يونيو/حزيران، بنسبة 2.31% أو 60 سنتاً، إلى 27.02 دولار للبرميل.
كما صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي، غرب تكساس الوسيط، تسليم مايو/أيار، بنسبة 6.12% أو 1.22 دولار، إلى 21.30 دولار للبرميل.
تعود مطالبة ترامب بزيادة الأسعار إلى الضرر الذي أحدثته الأخيرة على إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، إذ يبلغ متوسط تكلفة إنتاج البرميل الواحد 20 دولاراً، وفقاً لوكالة الأناضول.
من جانبه، قال ستيفن إنيس من منظمة "أكسي كورب" الرائدة، فيما يتعلق باستراتيجيات الأسواق، إن اتصال ترامب لربما كان "محاولة لدفع روسيا للجلوس على طاولة المفاوضات مع السعودية أو حتى (للتفكير في مسألة) تخفيف العقوبات على موسكو، إذ تستدعي الأوقات العصيبة حلولاً جذرية"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
نوّه إنيس أيضاً إلى أن أي مؤشر على تنحية موسكو والرياض لخلافاتهما سيكون إيجابياً، لكنه أضاف أن الأسواق "لا تعتمد بشكل كامل على الأمر".
يأتي ذلك بينما صدرت تحذيرات من أن أسعار النفط قد تهبط بشكل أكبر مع اقتراب الخزانات في العالم من كامل قدرتها الاستيعابية.
المشهد العام: تشهد أسواق النفط عرضاً متزايداً للخام بعد التراجع الكبير في أسعار النفط، والذي يعود لسببين رئيسيين:
– فرض حكومات العالم إجراءات عزل تام لمنع تفشي فيروس كورونا، وبات نحو خُمسي سكان العالم حالياً معزولين في منازلهم، بينما ارتفعت حصيلة الوفيات جراء كوفيد-19، الناجم عن فيروس كورونا المستجد، إلى أكثر من 37 ألفاً، في وقت يزداد تفشي الوباء بشكل خطير في الولايات المتحدة.
– ازدادت الأزمة سوءاً بعدما أطلق أكبر منتجَيْن للنفط، وهما السعودية وروسيا، حربَ أسعار، أعقبت خلافات بشأن خفض الإنتاج لدعم أسواق الطاقة المتضررة جرّاء الفيروس.
تشير الوكالة الفرنسية إلى أنه في آخر خطوات السعودية الرامية لكسب حصة في السوق، أعلنت الرياض الإثنين 30 مارس/آذار 2020، أنها ستزيد صادراتها بنحو 600 ألف برميل في اليوم، لتصل إلى عدد قياسي يبلغ 10,6 مليون برميل في اليوم، في مايو/أيار.
عودة للوراء: كانت حرب الحصص السوقية للنفط قد اندلعت بين أكبر منتجي العالم، مثل السعودية وروسيا، ومنتجي الشرق الأوسط، بين 2014 و2016، حين حاولوا تضييق الخناق على إنتاج النفط الصخري من الولايات المتحدة، عن طريق خفض الأسعار وتوفير المزيد من الإمدادات إلى آسيا، وانتهت تلك المعركة عندما أبرمت منظمة (أوبك) وروسيا اتفاقاً لتقليص الإنتاج.
تسبَّب الانخفاض الحالي في أسعار النفط بعد انهيار اتفاق أوبك في تسجيل خسائر فادحة للعديد من الدول، وانعكس ذلك بشكل واضح على البورصات في الخليج، على رأسها السعودية، التي تراجعت بورصتها 6.95% عقب انهيار الاتفاق، حيث اقترحت (أوبك) على البلدان الأعضاء في المنظمة تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية 2020، بحجم خفض كلي 3.2 مليون برميل يومياً، لكن روسيا رفضت.