أعلن ولي عهد أبوظبي محمّد بن زايد آل نهيان، الجمعة 27 مارس/آذار 2020، عن إجرائه اتصالاً مع رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، وهو أول اتصال مُعلن بين الجانبين منذ اندلاع الثورة ضد النظام عام 2011.
بن زايد أكد إجراء الاتصال في تغريدة كتبها على حسابه الرسمي في موقع تويتر، وقال فيها: "بحثت هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الأسد تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية".
لمّح بن زايد إلى تقديم الدعم للنظام، وقال إن "التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار، وسوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة"، وفق تعبيره.
الصورة الكبيرة: تُعد الإمارات أول دولة خليجية اتخذت خطوات عملية لبدء تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، الذي يواجه عزلة دولية بسبب ارتكابه "جرائم حرب" ضد المعارضين الذي احتجوا على نظامه قبل 9 سنوات، وفقاً لمنظمات حقوقية.
في ديسمبر/كانون الأول 2018، أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق، بعد 7 سنوات على إغلاقها، حيث قررت جامعة الدول العربية في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، تعليق عضوية سوريا فيها، وطالبت جيش النظام بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين.
لطالما اتهمت المعارضة السورية أبوظبي بدعم نظام الأسد في الخفاء، وإمداده بالأموال، واحتضان عدد من أقاربه ورجال أعمال مقربين منه.
أما في مارس/آذار 2012، فقررت الدول الخليجية السعودية والإمارات وسلطنة عمان وقطر والكويت والبحرين سحب سفرائها من سوريا، متهمة النظام بارتكاب "مجزرة جماعية ضد الشعب الأعزل".
عودة للوراء: في ديسمبر/كانون الأول 2019، اتخذت الإمارات خطوة أخرى نحو تطبيع العلاقات مع الأسد، عندما دعت مسؤولين في النظام إلى المشاركة في الاحتفال بالعيد الوطني للإمارات بسفارة أبوظبي بدمشق.
القائم بالأعمال في السفارة الإماراتية بدمشق، عبدالحكيم النعيمي، وصف الأسد بـ"القائد الحكيم"، متحدثاً عن علاقات قوية تربط ما بين النظام وأبوظبي.
حينها أيضاً، قال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية في سوريا، إن "سوريا لا تنسى أن الإمارات قد وقفت إلى جانبها في حربها على الإرهاب، وتم التعبير عن ذلك من خلال استقبال الإمارات دون شروط لكل السوريين الذين اختاروها حتى تنتهي هذه الحرب"، وفق قوله.