كشفت شبكة CNN الأمريكية، الخميس 26 مارس/آذار 2020، أن محاولة وزارة الخارجية الأمريكية إدراج عبارة "فيروس ووهان" في بيان مشترك لأعضاء مجموعة السبع، تسبَّب في انقسام بين أعضاء التكتل، الذي عقد وزراء خارجيته اجتماعاً الأربعاء 25 مارس/آذار، بشأن فيروس كورونا، ما أدى إلى إصدار بيانات منفصلة.
دبلوماسي أوروبي قال لشبكة CNN الأمريكية: "ما اقترحته وزارة الخارجية الأمريكية خط أحمر. لا يمكنك الموافقة على إطلاق وصفٍ تمييزي كهذا على الفيروس، ومحاولة نشره". وأضاف الدبلوماسي أنَّ مسودة البيان التي اقترحتها الولايات المتحدة تُلقي اللوم على الصين أيضاً في انتشار الوباء.
عبارة "فيروس ووهان" تقسم مجموعة السبع
مع أنَّ منظمة الصحة العالمية أطلقت رسمياً على الفيروس المستجد اسم كوفيد-19 أو فيروس كورونا، فإنَّ مسودة البيان المكوَّنة من 12 فقرة التي وزَّعتها الولايات المتحدة على وزراء دول مجموعة السبع أشارت إليه باسم "فيروس ووهان".
نظراً إلى أنَّ الولايات المتحدة تتولى رئاسة المجموعة -التي تضم المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا أيضاً- فقد كانت مسؤولة عن صياغة مسودة البيان المشترك.
نتيجةً لذلك، أصدرت عدة دول من أعضاء المجموعة بياناتٍ فردية منفصلة عقب اجتماع وزراء الخارجية، الذي عُقِد عبر الإنترنت بسبب جائحة فيروس كورونا.
إذ أشار بيانٌ فرنسي حول الاجتماع إلى الفيروس باسم "جائحة كوفيد-19". وفي إشارة إلى أنَّ مصطلح "فيروس ووهان"، الذي يحمل تلميحاً ضمنياً تحيُّزياً، ليس أولوية لجميع أعضاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقَّع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين على بيان وزراء مالية مجموعة السبع الذي ذُكِر فيه أنَّهم يُعزِّزون التنسيق "للتعامل مع التداعيات الصحية العالمية والاقتصادية والمالية المرتبطة بانتشار مرض فيروس كوفيد-19".
يُذكَر أنَّ البيان المشترك الذي أصدره ترامب وقادة دول مجموعة السبع الآخرين بعد مؤتمرٍ جمعهم عبر الفيديو في 16 مارس/آذار الجاري لم يُشِر إلى الصين على الإطلاق.
أمريكا تحمِّل الصين مسؤولية انتشار الوباء
في تصريحاتٍ علنية، وجَّه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انتقاداتٍ مستمرة إلى الصين بسبب عدم تحليها بالشفافية في بداية الجائحة، على حد قوله. فيما عَلِمت شبكة CNN أنَّ الإدارة الأمريكية تُجري حملةً تهدف إلى التنسيق بين جميع التصريحات والبيانات، وتتضمن خطوطاً عريضة معيَّنة أرسلها مجلس الأمن القومي تُلزِم المسؤولين الأمريكيين بتسليط الضوء في تصريحاتهم على ما مارسته الصين من "تستُّرٍ" مزعوم في البداية ثم حملة تضليلٍ لاحقة.
كانت مجلة Der Spiegel الألمانية هي أول من نشر تقريراً عن إدراج العبارة في مسودة بيان مجموعة السبع. وحين سُئِل بومبيو يوم أمس عن تقرير المجلة الألمانية، لم ينفِه.
كما قال في مؤتمرٍ صحفي موجز في وزارة الخارجية الأمريكية: "بالنسبة للبيان، فأنا دائماً ما أعتقد أنَّ الصواب في مثل هذه الاجتماعات هو أن نخرج منها جميعاً بالرسالة نفسها". وذكر أنَّ الجائحة كانت "البند الأكثر إلحاحاً في جدول الأعمال" في جلسة يوم أمس.
أضاف أيضاً: "جرت الكثير من المناقشات اليوم بين دول مجموعة السبع بشأن حملة التضليل المتعمد التي كانت الصين، وما زالت، تمارسها".
وتتهمها بنشر معلومات مضللة
قال مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية إنَّ استخدام مصطلح "فيروس ووهان" يهدف إلى التصدي لمثل هذه المعلومات المضللة. غير أنَّ منتقدي استخدام هذا المصطلح أكَّدوا أنَّه تحريضي، لا سيما أنَّ الآسيويين والأمريكيين الآسيويين في الولايات المتحدة أفادوا بتزايد حوادث العنصرية وكراهية الأجانب ضدهم.
يُذكَر أنَّه عندما أطلقت منظمة الصحة العالمية تسمية رسميةً على الفيروس، أشار تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، إلى أنَّ "وجود اسمٍ مُحدَّد يُعد مهماً لمنع استخدام أسماء أخرى يمكن أن تكون غير دقيقة أو شائنة".
من جانبه، قال ترامب، يوم الثلاثاء 24 مارس/آذار، إنَّه قرر الإقلاع عن ربط فيروس كورونا بالصين، بعدما كان يصفه سابقاً بـ "فيروس الصين" أو "الفيروس الصيني".
جديرٌ بالذكر أنَّ الصين أبلغت منظمة الصحة العالمية في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي بمجموعة من حالات إصابة بالتهابٍ رئوي مجهولة السبب، بينما يقول المسؤولون الصينيون إنَّهم بدأوا إجراء اتصالات منتظمة مع الولايات المتحدة بشأن الفيروس في 3 يناير/كانون الثاني الماضي. وقد ظهرت أول حالة إصابة أمريكية مؤكَّدة بالفيروس في 20 يناير/كانون الثاني.