من المفترض أن يكون سعر بيع الوقود المدعوم في ليبيا 0.15 دينار ليبي (0.11 دولار أمريكي) للتر. ويُعمل بهذا السعر حالياً في المدن الساحلية الشرقية وبين طرابلس ومصراتة، بينما معظم محطات الوقود خارج تلك المنطقة رفعت أسعارها بشكل كبير.
حسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، نشر الثلاثاء 24 مارس/آذار 2020، وصل سعر اللتر الواحد من البنزين في المناطق الأخرى لحوالي 0.58 دولار للتر.
عندما كان الوقود في ليبيا أرخص من المياه
كانت ليبيا تشتهر سابقاً بأن الوقود فيها أرخص من المياه المعبأة، لكن الحصار الذي فرضه زعماء القبائل على منشآت النفط لمدة شهرين تقريباً أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير وتعزيز مبيعات السوق السوداء.
قال عبدالله، وهو مهندس يعيش بالقرب من سرت ويبلغ من العمر 45 عاماً: "بخلاف المدن الساحلية الرئيسية لا يتوفر وقود مدعوم للمواطنين الليبيين الآن. ويُرسل معظم الوقود، من غرب أو شرق ليبيا، إلى الخطوط الأمامية"، حيث تدور رحى المعركة الجارية على العاصمة الليبية بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، ومقرها طرابلس، وبين القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، المتمركزة في شرقي البلاد.
من المفترض أن يكون سعر بيع الوقود المدعوم في ليبيا 0.15 دينار ليبي (0.11 دولار أمريكي) للتر. ويُعمل بهذا السعر حالياً في المدن الساحلية الشرقية وبين طرابلس ومصراتة، بينما معظم محطات الوقود خارج تلك المنطقة رفعت أسعارها بشكل كبير.
لجأت الآن لاستيراد النفط
توقفت محطة تكرير الزاوية، الوحيدة في غربي ليبيا والأكبر في البلاد، عن تكرير النفط منذ أوائل فبراير/شباط 2020، عندما انقطعت إمدادات النفط المحلية.
لم تكن محطات التكرير الليبية تلبي الطلب المحلي قط، ولكن البلاد الآن تعتمد على الواردات التي كانت تعوّض العجز المحلي في السابق، في غرب وشرق البلاد.
وفقاً لمصادر محلية، تُباع إمدادات الوقود المستورد بأسعار جملة مرتفعة في مدينة الزاوية تصل إلى 0.58 دولار للتر. وتُمرر هذه الزيادة بدورها إلى المستهلك. ومع انخفاض الأموال المخصصة للاستيراد، حذرت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا بالفعل من نقص وشيك في منتجات الوقود على مستوى البلاد.
حتى الآن، لا تزال مدن شرق ليبيا تحافظ على سعر الوقود المدعوم، 0.11 دولار، حتى سرت، ولكن يظل أمام سائقي شاحنات الوقود طريق طويل ليقطعوه من الشرق للوصول إلى وسط ليبيا، حيث تعاني محطات الوقود من نقص هائل في الوقود.
قال محمد، وهو عامل مساعد بمتجر يعيش بين جنوب طرابلس وترهونة، حيث تضاعفت أسعار الوقود: "يطالب سائقو شاحنات الوقود بمبالغ باهظة بسبب المسافة التي تصل إلى 1,200 كيلومتر من شرق البلاد"، وبسبب المخاطر التي يزعمون أنهم قد يتعرضون لها على تلك الطرق.
الجنوب أكثر المناطق تضرراً
بينما قال عدد من سكان المناطق الجنوبية إنهم معتادون على نقص الوقود بسبب إهمال الحكومات الليبية المتعاقبة المناطق الجنوبية من البلاد. لذا، يعتاد السكان هناك على شراء كميات إضافية من الوقود وتخزينها بمجرد أن يكون الوقود متاحاً في مدنهم.
في مدينة سرت، لا يتوفر الوقود حالياً سواء في المحطات أو في السوق السوداء، وهو ما يضطر السكان إلى قطع مسافة 300 كيلومتر شرقاً إلى مدينة بن جواد لتعبئة الوقود، ما يتسبب في طوابير طويلة جداً وتكدس كبير على محطات الوقود في هذه المدينة.
هناك، يملأ الأشخاص أي زجاجات أو عبوات فارغة بالوقود، ويعودون بها في سياراتهم، ولكن ينطوي ذلك على مخاطر كبيرة، ويتسبب في وقوع عدد من الحوادث. وأصبح من المعتاد رؤية سيارات محترقة على جانبي ذلك الطريق، وذلك حسبما قال عبدالله من مدينة سرت.
يقول تقرير الموقع البريطاني إنه لطالما أهملت ليبيا المناطق الجنوبية، غير أن من المفارقة أن تلك المناطق هي الأغنى بالموارد النفطية في البلاد، وهي الأكثر تضرراً خلال الأزمة الحالية.