اكتشف رجال الجيش الذين بدؤوا تقديم مهام دعم في دور رعاية المسنين في إسبانيا، جثثاً لمتوفين بعدد من المراكز بقيت في غرف أصحابها إلى جانب مقيمين بالمراكز دون أن يقوم أحد بتقديم الدعم لإبعاد الجثث أو عمليات تطهير للحفاظ على سلامة باقي المسنين.
دور رعاية المسنين المكتشف فيها هذا الإهمال والتقصير الكبيران تنتشر في أرجاء إسبانيا، وفق وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبليس، التي أكدت في مقابلة أجرتها معها قناة التلفزة الخاصة "تيلي ثينكو" أن ذلك حدث في غياب شبه كامل للموظفين، بينما ظل كبار سن عاجزين لا يرعاهم أحد، بينما ينتشر الفيروس في صفوف المسنين والموظفين على السواء.
فيما أعلن رئيس أركان الدفاع، الإثنين 23 مارس/آذار، عن انتشار الجيش في 74 مركزاً في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة، 14 من هذه المراكز في مدريد التي تعتبر من أكبر بؤر الوفيات بين المسنين عموماً.
النيابة العامة الإسبانية أشارت إلى فتح جهاز الادعاء العام تحقيقاً في الجرائم المحتملة في بعض تلك الحالات، وآخر دقيقاً في جميع الحالات لتحديد مسؤوليات الإهمال الذي أودى بحياة الكثيرين.
تشمل مهام الجيش تقديم دعم في عمليات تطهير مراكز رعاية المسنين، وحمايتها في حال كانت معرضة للخطر بسبب غياب الموظفين، وكذلك ضمان تنفيذ التدابير الوقائية والإجراءات الصحية وإجراءات العزل.
يأتي هذا في الوقت الذي سجلت فيه إسبانيا حتى الثلاثاء 24 مارس/آذار، 39673 إصابة بزيادة 6600 إصابة جديدة في غضون 24 ساعة، بينما ارتفعت الوفيات من 2182 إلى 2696، خلال الفترة نفسها.
وقد اضطرت السلطات الإسبانية إلى تحويل حلبة التزلج في مركز التسوق بالاسيو دي هييلو (قصر الثلج) التي تتسع لنحو 1800 متزلج إلى مشرحة مؤقتة لحفظ الجثث، من أجل التعامل مع ارتفاع عدد الوفيات في العاصمة الإسبانية بسبب فيروس كورونا بشكل كبير، في إجراء مؤقت واستثنائي يهدف إلى تخفيف آلام أفراد أسر الضحايا والوضع الذي تواجهه المستشفيات في مدريد.
إسبانيا التي تعد رابع بؤرة لانتشار الفيروس عالمياً بعد الصين وإيطاليا وأمريكا أعلنت في وقت سابق حالة طوارئ في البلاد لمواجهة تفشي "كورونا". إذ اتخذت الحكومة الإسبانية جملة قرارات تقيد حرية تنقل المواطنين للتصدي لانتشار الفيروس. وتشمل حالة الطوارئ، أيضاً، إغلاق الأماكن التي تشهد تجمعات مثل دور السينما والمسارح والمتاحف والمنشآت الرياضية ومراكز اللهو والحانات وحدائق الأطفال.