قالت مصادر متطابقة لـ "عربي بوست" إن طلاب الكلية الحربية في مصر يخضعون للحجر الصحي منذ 10 أيام بعد ظهور 5 حالات اشتباه لطلبة داخلها، فيما بدأت رئاسة أركان الجيش المصري في اتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا داخل المؤسسة العسكرية المصرية.
الكلية الحربية تحت الحجر
أحد أولياء أمور الطلبة المتواجدين داخل الكلية الحربية قال لعربي بوست (نتحفظ على ذكر اسمه لحماية سلامته الشخصية) إن القوات المسلحة فرضت حجراً صحياً على الكلية بشكل كامل بعد الاشتباه في وجود 5 حالات بدت عليهم أعراض فيروس كورونا، وهو ما أكده مصدر عسكري أيضاً.
وأضاف ولي أمر طالب الكلية الحربية أنه فور الاشتباه بتلك الحالات، تم نقل الطلاب مباشرة إلى مستشفى القبة العسكري لتوقيع الكشف عليهم والتأكد من إصابتهم بفيروس كورونا من عدمها.
ولم يتسن التوصل إلى نتيجة تحاليل الطلاب، غير أن المصدر أوضح أن إدارة الكلية الحربية ضربت حجراً صحياً، وتقرر عزل جميع الموجودين بها من طلاب وعاملين لمدة 14 يوماً للتأكد من خلو الكلية من الفيروس.
ووفقاً للمصدر، فإنه غير مسموح لأولياء الأمور زيارة أبنائهم، كما تقرر منع أي شخص بمن فيهم قيادات الكلية أنفسهم من مغادرة المبنى لحين انتهاء مدة الحجر -الذي تبقى منه 4 أيام- والتأكد من خلو الجميع من الفيروس.
وأضاف المصدر: حتى الآن لم تظهر أي حالات جديدة بالكلية.
تعليمات بالعزل الذاتي داخل الجيش
وتتخذ القوات المسلحة المصرية إجراءات صارمة للحد من انتشار الوباء في صفوف القوات المسلحة، إذ قال مصدر عسكري بإحدى وحدات الجيش المصري لـ "عربي بوست" إنه قد تم إصدار تعليمات سرية للغاية من رئيس هيئة الأركان بالقوات المسلحة المصرية، لاتخاذ إجراءات للحد من انتشار كورونا داخل صفوف القوات المسلحة.
وأضاف المصدر الذي تحفَّظ على ذكر اسمه لحساسية منصبه، أن هذه الإجراءات تعني في مضمونها فرض العزل الذاتي على وحدات الجيش المصري.
وأشارت وثيقة مسربة من داخل الجيش إلى أن من بين هذه الإجراءات، إلغاء العمل بنظام المبيت اليومي اعتباراً من يوم السبت 21 مارس/آذار 2020، على أن يتم العمل بنظام الراحات الأسبوعية والإجازات الميدانية.
وتضمنت الإجراءات قيام الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية والإدارات، والمعاهد والكليات والمدارس العسكرية، ومراكز التدريب والأجهزة الخدمية والتعاونية والمستشفيات العسكرية، بتدبير أماكن المبيت والإعاشة للضباط بإمكانياتها الذاتية وبالتنسيق مع هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة فيما يخص التعيينات.
الرئاسة والمخابرات العامة يديران ملف كورونا
وبحسب المعلومات التي وصلت "عربي بوست" من مصدر مقرب من المخابرات الحربية فإن مكتب الرئاسة المصرية بالتعاون مع المخابرات العامة يديران ملف السيطرة على فيروس كورونا.
المصدر أكد أن القرارات الصادرة من الرئاسة يتم اتخاذها بشكل تدريجي والعمل على تهيئة الرأي العام المصري قبل اتخاذ أي إجراءات احترازية لاحتواء انتشار فيروس كورونا، ومن ضمنها قرار إغلاق المحال والمقاهي من السابعة مساء حتى السابعة صباحاً الذي تم اتخاذه الخميس 19 مارس/آذار.
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أعلن قراراً بغلق أبواب كافة المحال والمقاهي منذ الساعة السابعة مساء الخميس 19 مارس/آذار، للحد من انتشار الفيروس.
وبحسب المصدر تتجه مصر إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع انتشار الفيروس أو الحد من انتشاره، خاصة وأن الوضع في مصر يتجه للأسوأ.
مستشار في مجلس الوزراء المصري قال إن القرارات الصارمة التي ستتخذ قريباً تم اتخاذها بناءً على مشاورات بين المخابرات العامة ورئيس الوزراء.
وأضاف المستشار بمجلس الوزراء الذي رفض ذكر اسمه لعربي بوست أن قرار إغلاق المحال التجارية والمقاهي والنوادي الليلية والمطاعم من السابعة حتى السادسة مساء كان بمثابة اختبار لمدى تقبل الشعب لأي من مثل هذه القرارات، وبالفعل لقي هذا القرار ارتياحاً واستجابة من الشعب، ولذلك من المتوقع فرض حظر التجول خلال أيام، وهو السيناريو الثالث الذي يعني تفشي الفيروس في مصر.
لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
يوافق «عربي بوست» أحياناً على عدم التعريف بأسماء مصادر تقدم معلومات حساسة لقرائنا. وبموجب إرشادات الموقع التي تتعلق بمعرفة محرر واحد على الأقل هوية هذه المصادر وموافقة رئيس التحرير ورئيس القسم، نحن لا ننشر إلا المعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر وذات مصداقية، وأننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى. نحن نتفهم حذر القراء، ولكن لا يمكن أبداً الحصول على المعلومات حول العديد من القصص المهمة في مجالات حساسة، مثل السياسة والأمن القومي والأعمال، إذا استبعدنا المصادر غير المعرّفة.