هروب مجموعة من النساء والأطفال الكوريين الشماليين من عزل فيروس كورونا

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/03/15 الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/15 الساعة 12:41 بتوقيت غرينتش
عمال كوريون شماليون يقومون بتعقيم قطار شحن

تمكنت مجموعة من النساء والأطفال الكوريين الشماليين من الهروب من الصين؛ لتجنُّب العزل الصحي الذي فرضته بيونغ يانغ وبكين على المصابين بفيروس كورونا.

وفق صحيفة The Financial Times البريطانية، كان هروبهم لافتاً للنظر، لأن ما يسمى بالسكك الحديدية تحت الأرض والتي تنقل المعارضين إلى حريتهم، قد توقفت تقريباً بعد تفشي فيروس كورونا.

إذ تسبب تفشي المرض في ووهان بفرض قيود شاملة على الحركة الداخلية داخل الصين وكوريا الشمالية في يناير/كانون الثاني، وإغلاق الحدود المشتركة بينهما والتي يبلغ طولها 1420 كيلومتراً.

لا تتوافر بيانات رسمية، لكن التقديرات تشير إلى أن أعداد الكوريين الشماليين في الصين تتراوح بين 50 ألفاً و200 ألف شخص. ويُعتقد أن ثلثيهم على الأقل من النساء اللائي يُضطر عديد منهن إلى الزواج أو العمل الشاق أو تجارة الجنس.

وصلت هذه المجموعة التي تضم عشرين لاجئاً، كانوا يعيشون بكنف أحد المبشرين في ريف الصين، إلى مكان سري بجنوب شرقي آسيا في مجموعات منفصلة خلال الأيام الأخيرة. وهم الآن في الحجر الصحي، ومن المتوقع أن تسوَّى أمورهم لإعادة توطينهم، وفقاً لأشخاص على اطلاع مباشر على الوضع.

المسؤول تركهم فجأة

قال أحد الأشخاص المشاركين في عملية الإنقاذ: "بعد اضطرار المُبشِّر إلى مغادرة الصين فجأة لأسباب صحية، تحطمت شبكة الأمان الهشة التي كانت تحميهم".

أضاف: "إغلاق بيونغ يانغ للحدود لا يعني بالضرورة أن الصين ستتوقف عن احتجاز الكوريين الشماليين الذين تكتشفهم. وهذا الوضع الذي لا يتمتعون فيه بالحماية يتطلب إجراءات عاجلة".

غير أنه لا يمكن الكشف عن الموقع الدقيق للهاربين، لأسباب أمنية. وقد دعمت رحلتهم منظمة Helping Hands Korea، وهي منظمة ناشطة مسيحية تساعد الهاربين، ومعظمهم من النساء والأطفال، على نيل حريتهم.

تقول يون مي بارك، وهي معارضة وكاتبة مقيمة بالولايات المتحدة فرَّت من كوريا الشمالية عام 2007، إن الكوريين الشماليين في الصين "لا يلقون اهتماماً" رغم التركيز العالمي على أسلحة كيم جونغ أون النووية.

تضيف: "من المؤسف أن المجتمع الدولي يركز على الأسلحة النووية ولا شيء آخر.. الهاربون في الصين قد لا يحصلون على حقهم أبداً، وقد يكتفي المجتمع الدولي بتجاهلهم للأبد".

قالت منظمة Helping Hands Korea، إنَّ عزل فيروس كورونا اضطرهم إلى تسريع جهودهم لإنقاذ الكوريين الشماليين، لأن زيادة عمليات الفحص جعلتهم أكثر عرضة لكشف السلطات الصينية أمرهم.

آخرون يخططون للفرار

قالت ثلاث منظمات غير حكومية أخرى شاركت في مساعدة الهاربين، إنها تعرف أشخاصاً آخرين داخل كوريا الشمالية والصين كانوا يخططون للفرار، لكنهم لم يتمكنوا من المغادرة، لأن الرحلة اعتُبرت فائقة الخطورة.

رئيس إحدى المنظمات غير الحكومية قال: "الفرار يكاد يكون مستحيلاً… إذ إن محاولات الهروب من كوريا الشمالية توقفت في الوقت الحالي، بسبب الوضع الأمني المتوتر في كل من كوريا الشمالية والصين".

وفقاً للإحصاءات الرسمية، انخفض عدد الهاربين الذين دخلوا كوريا الجنوبية من نحو 3000 شخص عام 2009 إلى أكثر بقليل من 1000، العام الماضي. ويلقي الخبراء باللوم في ذلك على الإجراءات الأمنية الصارمة التي بدأت عام 2012 بعد صعود كيم إلى السلطة في كوريا الشمالية وشي جين بينغ بالصين.

يشار إلى أنه يُلقى القبض على هؤلاء الهاربين وهم يحاولون الفرار من السجن أو التعذيب أو الإعدام. كما أنهم يُعرِّضون أفراد أُسرهم الذين تركوهم خلفهم للخطر. وغالباً ما يواجه أولئك الذين يُلقى القبض عليهم في الصين خطر إعادتهم إلى كوريا الشمالية والمصير نفسه.

تحميل المزيد