أعلنت وزارة الصحة الموريتانية، مساء الجمعة 13 مارس/آذار، تسجيل أول إصابة بفيروس "كورونا الجديد" في البلاد لأجنبي قدم من أوروبا، وهو خبر مفاجئ بعد توقعات سابقة بأن الفيروس لا ينتشر في فصل الصيف كما ينتشر في الشتاء، ويحطم النظرية الملاحظة عن عدم انتشار الفيروس في الدول الإفريقية والحارة، عكس أوروبا التي أصبحت بؤرة الفيروس الصيني (كوفيد-19)، وهي النظرية التي جعلت بعض الأوروبيين يوجهون أنظارهم إلى القارة السمراء، للانتقال إليها حتى تتمكن سلطات بلادهم من الحد من انتشار الوباء، ما دفع بعض الدول الإفريقية لأخذ احتياطات صارمة تخص استقبال الوافدين من أوروبا.
أول إصابة في موريتانيا: حسب بيان الصحة الموريتانية فإن الشخص الذي وصل في التاسع من مارس/آذار 2020، عزل نفسه في اليوم الثاني لقدومه إلى العاصمة نواكشوط، حيث كان يعيش قبل سفره لأوروبا، وقرر العزل الذاتي بعد أن علم أن صديقاً كان مقيماً معه في أوروبا أصيب بالفيروس، وأضاف البيان: "صباح الجمعة تأكدت وزارة الصحة من عزل المعني وتم أخذ عينات لفحصها، وتأكدت إيجابيتها مساء اليوم ذاته، لتكون هذه أول إصابة في البلاد"، دون الإشارة إلى جنسيته أو هويته، مشددةً على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة من حجر وبحث عن كل من جاوره لعزله.
الأوروبيون يسافرون إلى إفريقيا: الإصابات المعلن عنها في الدول الإفريقية والدول الاستوائية عموماً قليلة، وتكاد تكون منعدمة في بعض الأحيان، في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أن أوروبا الباردة أصبحت بؤرة تفشي الفيروس العالمي، بعد إعلان إيطاليا، وهي أكثر الدول الأوروبية تضرراً، عن أكثر من 15100 إصابة وألف وفاة، وتسجيل إسبانيا 4200 إصابة و120 حالة وفاة، مع توقعات بوصول عدد الإصابات لـ10 آلاف بحلول الأسبوع المقبل، أما في فرنسا فوصل إجمالي الإصابات إلى 2860 حالة، وفي ألمانيا فقد سجلت 2369 إصابة، و798 في بريطانيا، وقد أعلنت معظم الدول الأوربية حالة طوارئ صحية وأغلقت المدارس والتجمعات للحد من انتشار المرض.
ومع التفاوت الكبير في أعداد الإصابات بين أوروبا والدول الإفريقية، بدأ بعض الأشخاص بشكلٍ فردي في السفر للدول الحارة، كما بدأت كبرى الصحف الأوروبية على رأسها The Telegraph البريطانية بتقديم نصائح للسفر لهذه الدول الحارة، الواقع معظمها في القارة الإفريقية وذلك تفادياً للإصابة بالفيروس في بلادهم.
ما دفع في النهاية هذه الدول إلى تشديد إجراءات استقبال الوافدين من أوروبا، فقد حظرت أوغندا السفر إلى 16 دولة أوروبية، وأمريكا، ورحلت نحو 22 سائحاً أوروبياً، فيما علقت كينيا السفر إلى إيطاليا، وفرضت جمهورية الكونغو الديمقراطية الحجر الصحي 14 يوماً لجميع الزوار من إيطاليا وفرنسا وألمانيا والصين، وفق صحيفة The Globe and Mail الكندية، وشبكة CNN الأمريكية.
انتشار الفيروس في الصيف: السؤال هنا، هل يتوقف انتشار الفيروس في الصيف حقاً؟ وهل يكون حلول موسم الصيف قريباً مؤشراً على انتهاء قريب للوباء؟ أجاب عن السؤال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة الدكتور مايك ريان بالنفي، إذ قال إنه من الخطأ الاعتقاد أنه سيكون موسمياً ويختفي في الصيف مثل الإنفلونزا، ورغم أمله الشخصي في أن يختفي الفيروس، فإنه أشار إلى أن هذا الاحتمال لاختفائه مع فصل الصيف هو افتراض دون دليل.
إصابات في بلدان إفريقية جديدة: أعلنت كينيا وإثيوبيا والسودان وغينيا عن أول حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، الجمعة 13 مارس/آذار، لينتشر المرض الآن في 18 دولة بإفريقيا، بينها المغرب وتونس ومصر والجزائر والسنغال وتوغو والكاميرون وبوركينافاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب إفريقيا ونيجيريا وساحل العاج والغابون وغانا، ورغم ذلك فحالات الإصابة في هذه البلدان ضئيلة مقارنةً بأوروبا والعالم، حيث إن أغلب الدول سالفة الذكر كشفت عن حالات معدودة ومعظمها لوافدين من الخارج، وأغلبهم من أوروبا، وتأكد فقط إصابة 121 شخصاً في كل القارة الإفريقية، وهو عدد ضئيل بالنظر إلى إصابته لأكثر من 132 ألف شخص حول العالم، وتسببه في وفاة نحو 5 آلاف آخرين، وفق النسخة الإنجليزية لموقع "الجزيرة".
كما أعلن عن عدة حالات وفاة نتيجة الإصابة بالفيروس في دول إفريقية، إذ أعلنت السودان وفاة رجل قادم من الإمارات، يوم الخميس 12 مارس/آذار، فيما وصل إجمالي الوفيات في دول شمال إفريقيا إلى 5 حالات. لتقرر دول مثل أوغندا وإثيوبيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان إجراءات احترازية مثل تشديد الإجراءات في المطارات، ومنع التجمعات الكبيرة مثل الحفلات والمعارض التجارية، كما نُشرت أحواض الغسيل والمعقمات في أماكن المواصلات العامة، وتقرر الحجر الصحي لأي شخص يشتبه في إصابته بالفيروس.