لم يستطع مؤذن كويتي أن يتمالك نفسه فغلبته دموعه وهو يؤذن، عندما دعا المصلين بجملة لم تعهدها أسماعهم إلا في أوقات الشدائد والكوارث، وذلك بعد قرار السلطات بإيقاف الصلاة بالمساجد بسبب تفشي كورونا.
المشهد عن قرب: استبدل المؤذن عبارة "حي على الصلاة" بالقول "صلّوا في رحالكم" (منازلكم)، وذلك في سابقة تأتي بعد قرار الكويت، الجمعة 13 مارس/آذار 2020، إيقاف خطبة وصلاة الجمعة والصلوات الخمس جماعة في المساجد، كإجراء احترازي ضد كورونا.
انتشر فيديو المؤذن الكويتي بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معه مغردون عبّروا عن مشاعر الحزن لما وصلت إليه الحال في ظل انتشار كورونا، والإجراءات الحكومية المتبعة في أعقاب ذلك.
هند المسلّم، علقت على الفيديو في تغريدة لها قائلة: "من اعتاد ترقب وقت الأذان وتُسابق قدماه الوقت لصلاة المسجد ينكسر قلبه حين يسمع المؤذن يقول: صلوا في رحالكم.. فلطفاً بقلوب هشة زادتها الظروف انكساراً".
أما حامد العلياني فكتب: "إذا فُقدت الصلاة في المساجد فماذا بقي من طعم الحياة…؟ هذا مؤذن كويتي يبدو متأثراً عند قوله: صلوا في رحالكم…"
من جانبه، كتب هلالي كويتي قائلاً: "أول مرة في تاريخ الكويت يصدر قرار بمنع صلاة الجماعة على جميع الصلوات، واليوم العصر كانت أول صلاة منعت فيها الجماعة".
أما عبير الصالح فكتبت: "صلاة العصر! اليوم فقط علمت كيف يحرم العبد الطاعة عندما يتكاسل عنها، اليوم فقط فهمت كيف الله غني عن العباد عندما قال المؤذن: (صلوا في رحالكم)".
إجراءات احترازية صارمة: لم تكن الكويت الدولة الوحيدة التي قررت منع صلاة الجماعة، بل اتخذت بلدان إسلامية أخرى إجراءات مماثلة، كما أن المملكة العربية السعودية قررت تعليق العمرة في مكة المكرمة، وإغلاق صحن المطاف حول الكعبة المشرفة بساتر.
كان السلطات الكويتية قد طالبت، الجمعة، مواطنيها والمقيمين في البلاد بالبقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة، ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) دعوة وزارة الإعلام المواطنين للابتعاد عن أي تجمعات، وذلك في محاولة من الحكومة للحد من انتشار كورونا.
وزارة الصحة الكويتية كانت قد أعلنت الخميس، 12 مارس/آذار 2020، ارتفاع عدد إصابات كورونا في البلاد إلى 80، عقب تسجيل 8 حالات جديدة.
يُشار إلى أن منظمة الصحة العالمية صنفت فيروس كورونا "جائحة"، وهو مصطلح علمي أكثر شدة واتساعاً من "الوباء العالمي"، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحصاره في دولة واحدة.