قالت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، إيلفا يوهانسون، إن هناك عرضاً مؤقتاً من الاتحاد الأوروبي لآلاف الأشخاص من غير السوريين لمغادرة المخيمات اليونانية مقابل 2000 يورو، نقلاً عن صحيفة The Times البريطانية.
يوهانسون قالت بعد لقائها وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراشي، في أثينا أمس 12 مارس/آذار: "يوفر هذا المخطط فرصةً للتخفيف من العبء الذي كانت تحمله هذه الجزر". مشيرة إلى أن هذه الأموال خُصِّصَت لمساعدة طالبي اللجوء على بدء حياة جديد في أوطانهم.
يوهانسون أضافت: "لن يعود اللاجئون، قطعاً، لا يمكنهم العودة، لكن المهاجرين لأسباب اقتصادية، الذين ربما يعرفون أنهم لن يحصلوا على قرار بالموافقة بشأن اللجوء، ربما يكونون مهتمين بالأمر".
فيما قال ميتاراشي إنه كان "من الواضح أننا نواجه حالة طوارئ وطنية ونحتاج إلى حماية حدودنا".
يُعد مبلغ 2000 يورو (2236 دولاراً) زيادةً كبيرة مقارنةً بمبلغ 370 يورو (413.82 دولاراً) التي تعرضها المنظمة الدولية للهجرة (IOM) من خلال برنامج العودة الطوعية المتواصل منذ أربع سنوات.
ظروف مزرية للاجئين باليونان
أُنجِزَت عودة 18151 حالة خلال هذه المدة، ولكن خُمس هذا العدد فقط كان من الجزر اليونانية. في ليسبوس وحدها يعيش أكثر من 20 ألف طالب لجوء في ظروف مزرية في مخيم موريا التابع للدولة، والذي بُنِيَ في عام 2015 ليتَّسع لـ 2200 طالب لجوء.
وإجمالاً، يقيم 41635 طالب لجوء في مراكز استقبال مكتظة في جميع أنحاء الجزر الخمس وهذه المراكز مُصمَّمة في الأساس لتتسع لـ 5526 شخصاً. وجاء حوالي 80% من المهاجرين في هذه الجزر من بلاد غير سوريا، مثل أفغانستان والصومال.
كان العرض المشترك من الاتحاد الأوروبي واليونان مدفوعاً بالفوضى التي أعقبت قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي، فبراير/شباط، برفع الرقابة الحدودية في تركيا، وخرق اتفاقٍ مع الاتحاد الأوروبي بالسيطرة على تدفقات المهاجرين إلى أوروبا وقوله إن بلاده لم تعد قادرةً على التعامل مع الأعداد القادمة من سوريا.
محاولة للعبور إلى أوروبا
حاول آلاف المهاجرين منذ ذلك الحين عبور الحدود إلى اليونان، إذ نقلت لجان تركية العديد منهم إلى المنطقة في حافلات، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات على طول الحدود البرية لوحدة إفروس الإقليمية شمال شرق اليونان.
بدأ المهاجرون في إشعال الحرائق عبر السياج الحدودي في إفروس الليلة الماضية، وقذفوا قنابل مولوتوف على قوات الأمن اليونانية.
يقول مسؤولون في أثينا إن أكثر من 41 ألف شخص جرى صدهم على طول حدود البلاد مع تركيا خلال الأسابيع الماضية.
من المُقرر أن تُنفَّذ العودة الطوعية في إطار مخطط الـ 2000 يورو (2236 دولار)، وذلك بمساعدة من المنظمة الدولية للهجرة والوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود الخارجية (فرونتيكس). توقَّفَت اليونان عن النظر في طلبات اللجوء في الأسابيع التي تزامنت مع إعادة تركيا فتح حدودها أمام المهاجرين.
مطالب تركية برفع المساعدات الأوروبية
تضاعفت حالات العبور البحرية تقريباً في نفس الفترة، إلا أنها توقفت تماماً هذا الأسبوع؛ إذ سافر أردوغان إلى بروكسل سعياً لعقد اتفاق جديد يمكنه زيادة المساعدات الدولية لأنقرة وضمان سفر المواطنين الأتراك بدون تأشيرة إلى أوروبا.
خرج أردوغان من المحادثات في بروكسل يوم الإثنين، 9 مارس/آذار، بعد يومٍ من اتهام اليونان لقوات حرس الحدود التركية بمحاولة إسقاط أجزاء من السياج الحدودي بمركبات عسكرية.
طالَبَ الرئيس التركي بأن يرفع الاتحاد الأوروبي قيمة الاتفاقية التي وقعت في عام 2016 بقيمة 6 مليارات يورو (6.71 دولار)، وذلك لتشاطر العبء والتكاليف التي تواجهها بلاده التي تستضيف 3.5 مليون لاجئ قادم من سوريا. ويخطِّط أردوغان لاستضافة قمة جديدة الأسبوع المقبل ستضم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.